أسباب الإدمان عديدة لايمكن حصرها في مقال أو اثنين ولكن في هذا المقال سنوضح الأسباب الشائعة للإدمان،من المعروف أن الإدمان هو اعتياد مرضي على سلوك معين أو مادة معينة حيث مثل المنبهات أو المنومات…. فالإدمان أسبابه متعددة لا يمكن حصرها ومتداخلة مع بعضها البعض فلا يمكن الجزم بأن هناك سبب معين إذا توفر فحتمًا ولابد سيسبب الإدمان.

أسباب الإدمان البيلوجية

  الوراثة

تلعب الوراثة دور مهم في حدوث الإدمان خاصة عند الأقارب من الدرجة الأاولى.

2.   تعتبر الآلام الجسمانية المزمنة من أسباب الإدمان مثل الآلام السرطانية تجعل الفرد يلجأ للمواد المخدرة 
3.   إدمان الأم أثناء الحمل يجعل الطفل يولد ولديه اعتماد فسيولوجي.
4.   استخدام العقاقير دون استشارة طبيب.

أسباب الإدمان النفسية

1. وجود مرض نفسي كالقلق والاكتئاب، حيث يلجأ المريض هنا للإدمان للتخفيف من حدة الأعراض التي من الممكن أن تسببها مثل هذه الأمراض.
2.   ضعف تكوين الشخصية.
3. السلوك المستمر الباحث عن اللذة والإشباع الفوري.
4.   الإحباط وغياب الهدف، وأزمة تحديد الهوية خاصة لدى كثير من المراهقين.
5.   العناد.

العوامل الاجتماعية والبيئية المسببة للإدمان

• البيئة التي تربى بها الشخص من أسباب الإدمان، حيث أن لها دور هام في الإصابة بالإدمان، فإذا كان أحد أفراد الأسرة يتعاطى شيئًا من المواد المخدرة وعلى مرئى للطفل فإن الطفل سيعتقد أن هذا سلوك صحيح، فالأسرة تعتبر المدرسة الأولى للطفل وهي التي يتشرب منها الطفل المبادئ والقواعد التي سيتعامل بها فيما بعد بلوغه، من الممكن ألا يكون أحد الوالدين يتعاطى شيء من المواد الإدمانية لكن قد يكون الأب يفعل بعض السلوكيات الإجرامية كالسرقة والقتل غير مبالي بما يفعله ولده من وراءه، أو الجو القاسي للأسرة فإن التعامل مع الطفل بصورة قاسية سوف ينعكس على سلوكه وبالتالي من الممكن أن يلجأ إلى الإدمان كوسيلة للهروب من هذا الواقع الأليم، أو التدليل الزائد للطفل وتلبية جميع متطلباته يجعله تعود على هذا النوع من التعامل وأن أي شيء يريده سوف يحصل عليه، في الحقيقة أن الأسباب في هذا الجانب لا يمكن حصره.

ويمكن تلخيص أسباب الإدمان الاجتماية في الآتي:ـ

1.   اضطراب الأسرة وتفككها وعدم استقرارها.
2.   غياب القدوة الحسنة.
3.   عدم وجود دور واضح للشباب داخل المجتمع.
4.   سوء العملية التعليمية وعدم الوعي.
5.   أصدقاء السوء.
6.   الوعي

عوامل أخرى تسبب حدوث الإدمان

• طريقة الاستعمال

يعتبر أخذ المادة المخدرة عن طريق الوريد من أسرع الوسائل التي تؤدي إلى الإدمان على عكس أخذها عن طريق الفم أو التدخين أو الاستنشاق.

• سهولة الحصول على المادة

كلما توافرت المادة بشكل أسرع كلما زادت نسبة الإصابة بالإدمان وكلما تواجد الشخص في مكان يسهل فيه الحصول على المادة المخدرة كلما زاد احتمال إصابته بالإدمان، حيث ينتشر مدمني الخمر مثلاً بين العاملين في المطاعم التي تقدم مشروبات كحولية، كما تنتشر نسبة تعاطي عقاقير مثل المنومات والمهدئات بين الأفراد العاملين في شركات الأدوية أو الصيادلة وهكذا.

• للطريقة التي يتم التسويق بها إلى المهدئات مثلاً دور في انتشار نسبة التعاطي( لعلها تكون النسبة ضئيلة) مثل تقديم الكبسولات على شكل أقراص ملونة مثلاً، فيجب الحذر عند الترويج لمثل هذه العقاقير جيدًا.
•  نظرة المجتمع

تختلف نظرة المجتمعات للمواد التي تسبب الإدمان فغالبية المجتمعات لا تعتبر التدخين أو الخمر من المواد التي تسبب الإدمان أصلاً فهي مقبولة بعض الشيء، على عكس مواد مثل الحشيش أو العقاقير( الترامادول مثلاً)

دور وسائل الإعلام في الإصابة بالإدمان

يدخل في وسائل الإعلام أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي حيث يعرض عليها الذي يتم عرضه على التليفزيون فبالتالي لا فرق بينهما، تلعب وسائل الإعلام دور كبير في تشكيل شخصية الفرد سواء كان هذا التأثير إيجابي أم سلبي وذلك على حسب طريقة الاستخدام.

لوسائل الإعلام دور كبير في الإصابة بالإدمان فهو يعد سبب من أسباب الإدمان فعندما يكون بطل الفيلم أو المسلسل بدور الطيب الذي لا يؤذي أحدًا لكنه مدمن فهنا يتم توصيل رسالة إلى ذهن الطفل بصورة خاطئة بأن المدمن شخص جيد وهذا له دور كبير جدًا فيجب الحذر من استخدام مثل هذه وسائل الإعلام واستخدامها بطريقة صحيحة فكما نعلم أنها سلاح ذو حدين.

انتشار الإدمان والمواد المخدرة

لقد زادت المواد المخدرة وتنوعت فمنها الخام والمشتق والمخلق وكثرة المواد ذات التأثير القوي والسريع المفعول والتي تقل كمية جرعاتها فيسهل تهريبها لصغر حجمها فزاد تبعًا لذلك انتشار المخدرات وخاصة بين صغار السن والمراهقين والشباب وانتشار المخدرات يستوي فيها جميع فئات الشعوب فهذا يعتبر من أكثر أسباب الإدمان حيث ينتشر بين الأميين والمتعلمين وبين الفقراء والأغنياء ويصيب جميع الفئات العمرية من الأطفال والمراهقين والشباب.

علاقة الإدمان بالجريمة

هناك دراسة مشهورة تم إجراؤها على 354 ممن هم مدمني هيروين في الولايات المتحدة الأمريكية، من نتائج هذه الدراسة:

• زيادة عدد الجرائم التي كانوا يرتكبونها يوميًا تقريبًا مع بدأ إدمانهم للهروين.
• تزداد معدل الجريمة 4 أمثال في فترات الإدمان مقارنة بفترات الإقلاع.

أجريت دراسات أيضًا في مصر على الطلبة المدمنين في الجامعة تدل على أن هناك علاقة بين الإدمان وارتكاب السلوكيات الإجرامية مثل الغش والسرقة….

الوقاية من المخدرات

1. زرع الوازع الديني لدى الأطفال في الصغر.
2. على المتعاطي أن يتذكر كلما عزم على أخذ المخدر أن مخدره هذا سيزيد مشكلاته تعقيدًا وأن السعادة التي يبحث عنها في هذا المخدر ما هي إلا سعادة لحظية ستزول بزوال أثر المخدر فالمشكلة هنا أكبر من كونها بحث عن سعادة.
3. كتابة أخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز وقراءتها بين الحين والآخر حتى تتجدد العزيمة.
4. ملاحظة الحالة الصحية وتطورها وعدم التذمر عند الشعور بآلام الرأس والعضلات، فعليه بالارتياح كون هذه الآلام إشارة على انسحاب المخدر من الجسم.
5.   ممارسة التمارين الرياضية.
6.   الانقطاع عن الأماكن التي يتوفر بها مثل هذه المواد المخدرة ومفارقة أصحاب السوء.
7.   إشغال وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة.
8.   زرع الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم.

في النهاية يجب على الآباء والأمهات الاعتناء جيدًا بأطفالهم ومعرفة كل شيء عنهم وبذل أقصى جهد في تربيتهم تربية صالحة حتى لا يضطروا إلى اللجوء إلى أحد المواد المسببة للإدمان وكما ذكرنا سابقًا أن أسباب الإدمان لا يمكن حصرها فهناك أسباب أخرى خفية من الممكن أن تساعد أيضًا على الإدمان ومازالت الدراسات تكتشف هذه الأسباب.

كتب المقال: أ.دعاء أحمد 

 المصادر

الطب النفسي للدكتور أحمد عكاشة

الأمراض النفسية والاجتماعية دكتور نعمة

الإدمان مظاهره وعلاجه للدكتور عادل الدمرداش