كيف يمكن علاج أعراض الاكتئاب عند الأطفال؟

الاكتئاب ليس مرضًا للبالغين فقط، بل قد تظهر أعراض الاكتئاب عند الأطفال أيضًا، لكن لا يستطيع الأطفال التعبير عن ما يدور بداخلهم.

لذلك قد يصعب تشخيص أعراض الاكتئاب لديهم، ويعتقد الآباء أنها مشكلات جسدية، لذلك سنتعرف الآن إلى كل ما يتعلق بالاكتئاب عند الأطفال وكيفية علاجه.

ما هو الاكتئاب عند الأطفال؟

يعرف اكتئاب الطفولة أنه اضطراب في الصحة العقلية للطفل، ويؤثر في مزاج الطفل وأفكاره فترات طويلة، إذ يمكن أن تستمر الأعراض لأشهر أو حتى سنوات.

يعاني الأطفال المصابون بالاكتئاب مشكلات شديدة في الأكل والنوم والطاقة والتركيز، لكن كلما بدأ التشخيص والعلاج مبكرًا زادت نسبة الشفاء.

ما أسباب الاكتئاب عند الأطفال؟

يوجد كثير من العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية التي تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب عند الأطفال، نذكر منها ما يأتي:

1. الخلل في وظائف المخ: تؤثر المستويات غير المتكافئة من الهرمونات في وظائف المخ التي تتحكم في شدة الحالة المزاجية الحزينة أو العصبية للطفل.
2. العامل الوراثي: تزداد خطورة الإصابة بالاكتئاب لدى الأطفال الذين لديهم أفراد في الأسرة يعانون الاكتئاب.
3. الأحداث المرهقة: قد يتواجد الطفل في بيئة مرهقة في المنزل أو المدرسة أو المجتمع، مما يزيد فرصة الإصابة بالاكتئاب.
4. الحالة الصحية: يعد الأطفال المصابون بحالات طبية مزمنة، مثل: السمنة أو مرض السكري، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
5. الاضطرابات النفسية؛ نتيجة سوء المعاملة أو الإهمال أو العنف الأسري أو طلاق الوالدين.
6. فقدان أحد الوالدين أو أحد الأصدقاء.
7. الفشل في إنجاز المهام الدراسية أو مواكبة الأصدقاء في الأنشطة الأخرى.
8. التنمر والاعتداء الجسدي أو العاطفي.

ما أعراض الاكتئاب عند الأطفال؟

يعاني كل طفل أعراضًا مختلفة عن الآخر، لذلك يجب أن ينتبه الوالدين في حال ظهور أحد أعراض الاكتئاب عند الأطفال، وتشمل أكثر الأعراض شيوعًا ما يلي:

• الشعور بالحزن المستمر واليأس أو العجز.
• كثرة البكاء بسهولة.
• تدني احترام الذات والشعور بانعدام القيمة.
• الشعور بالذنب.
• فقدان الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة التي كان يمارسها سابقًا.
• تغيرات في الشهية وزيادة الوزن أو نقصانه.
• اضطرابات النوم مثل الأرق وصعوبة النوم أو النوم كثيرًا.
• صعوبة في التركيز أو التذكر.
• تراجع في الأداء المدرسي.
• صعوبة في اتخاذ القرارات.
• الانسحاب من التجمعات العائلية أو تجمعات الأصدقاء.
• انخفاض الطاقة.
• الهروب من المنزل أو المدرسة.
• مشكلات جسدية مثل الصداع آلام المعدة والإرهاق المستمر.
• العدوانية ومشكلات سلوكية في المدرسة.
• التفكير في الموت أو محاولة الانتحار.

ما هي مضاعفات الاكتئاب عند الأطفال؟

يعد اكتئاب الطفولة حالة خطيرة لكن يمكن علاجها، ومع ذلك إذا لم يُعالج فقد يعاني الأطفال عواقب ومضاعفات لسنوات عديدة قادمة.

لذلك إذا كان يشك الآباء في إصابة طفلهم بالاكتئاب أو شُخص أنه مريض بالاكتئاب، فمن المهم مراقبة تصرفاته وتعامله مع الآخرين لمساعدته على التغلب على الاكتئاب.

كذلك مساعدته على تجنب مضاعفات الاكتئاب، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:

• الفشل في المدرسة.
• التورط في بعض السلوكيات التي تؤدي إلى المخاطر، مثل تجربة تعاطي المخدرات.
• تفاقم الأعراض وزيادة نوبات الاكتئاب.
• زيادة الأفكار والمحاولات الانتحارية.

دور الآباء في علاج أعراض الاكتئاب عند الأطفال

قد يلاحظ الآباء ظهور بعض أعراض الاكتئاب على طفلهم ويتساءلون ما التصرف المناسب وكيف يمكنهم مساعدة طفلهم؟ قد تساعدهم الخطوات الآتية:

1. التحدث مع الطفل: يلزم إجراء محادثة مع الطفل حول ما يشعر به وتقديم الدعم وإظهار الحب، قد يتحدث بعض الأطفال مما يساعد الآباء على فهم مشاعرهم.
2. تدوين الملاحظات: قد يكون من الصعب أن يتحدث الطفل عن ما بداخله، لذلك يمكن تدوين التغيرات المزاجية والسلوكية التي يمكن ملاحظتها حتى تساعد الطبيب على التشخيص.
3. استشارة طبيب الأطفال أولًا: لاستبعاد المشكلات الجسدية التي تتشابه أعراضها مع أعراض الاكتئاب من خلال اختبارات الدم والفحص البدني.
4. الذهاب إلى الطبيب النفسي: قد يعتقد طبيب الأطفال أن المشكلة تتعلق باضطراب مزاجي ويوصي باستشارة الطبيب النفسي لعلاج أعراض الاكتئاب عند الأطفال.

ما علاج أعراض الاكتئاب عند الأطفال؟

يلزم أن يتلقى الأطفال علاجًا سريعًا لاجتناب حدوث العواقب الوخيمة للاكتئاب غير المعالج، وتعتمد خطة علاج أعراض الاكتئاب عند الأطفال على شدة الأعراض.

إذ يشمل علاج الأطفال المصابين بالاكتئاب العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية أو كلاهما معًا، ويقرر الطبيب الوقت المناسب للتوقف عن استخدام العلاج.

العلاج النفسي

يطلق عليه أيضًا العلاج بالكلام إذ يتحدث المعالج النفسي مع الطفل ويستخدم مجموعة من الأساليب، مثل:

علاج القبول والالتزام

يساعد الأطفال على فهم طرق تفكيرهم لمحاربة ما يحدث داخل رؤوسهم.

العلاج السلوكي المعرفي

يعلم الأطفال فهم أنماط التفكير الضارة والمشاعر التي تؤثر في السلوكيات.

العلاج السلوكي الجدلي

يساعد الطفل على تعلم كيفية التعامل مع التوتر، وتنظيم العواطف، وتحسين العلاقات.

العلاج الشخصي

يركز على التفاعلات الشخصية والعلاقات المضطربة، وكيفية تأثيرها في الحالة العاطفية للطفل.

العلاج القائم على العقلية

يركز على قدرة الطفل على التعرف إلى الأفكار والمشاعر والرغبات وكيفية ارتباطها بالسلوك.

العلاج التفاعلي بين الآباء والطفل

يشمل جلسات تدريب يتفاعل خلالها الآباء والطفل، ويوجههم المعالج النفسي نحو التفاعلات الإيجابية.

العلاج باللعب

يشمل استخدام الألعاب والمكعبات والرسومات لمساعدة الطفل على التعرف إلى مشاعره والتعبير عنها، ويستخدم للأطفال الصغار بسبب قلة مفرداتهم اللغوية.

العلاج النفسي الديناميكي

يساعد على تحديد أنماط السلوك النموذجية والدفاعات والاستجابة للنزاعات والصراعات الداخلية.

العلاج الداعم

يقدم المعالج النفسي الدعم للطفل لإدارة التوتر وتحسين احترام الذات، وتحديد السلوكيات المفيدة وغير المفيدة.

الأدوية

يستخدم الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب وفقًا لمدى شدة أعراض الاكتئاب عند الأطفال وأعمارهم، نذكر منها على سبيل المثال:

• زولوفت (Zoloft).
• ليكسابرو (Lexapro).
• لافوكس (Luvox).
• أنافرانيل (Anafranil).
• بروزاك (Prozac).

ينصح الطبيب الآباء بضرورة مراقبة الطفل لمعرفة التغيرات التي قد تحدث له بعد تناول الدواء لتجنب الآثار الجانبية للأدوية والمساعدة الفورية.

كذلك يجب أن لا يتوقف الأطفال عن تناول هذه الأدوية دون إذن من الطبيب، إذ يؤدي التوقف عنها فجأة إلى آثار جانبية خطرة.

نصائح للوقاية من الاكتئاب عند الأطفال

قد يلعب اتباع نمط حياة صحي دورًا هامًا في الوقاية من الاكتئاب، أو تخفيف أعراض الاكتئاب عند الأطفال جنبًا إلى جنب مع العلاج المناسب.

وإليك بعض السلوكيات الصحية، مثل:

• اتباع نظام غذائي صحي يرتكز على الفواكه والخضراوات والبقوليات، مثل: الفاصوليا والبازلاء والعدس، ومصادر البروتين الخالية من الدهون والمكسرات.
• المشاركة في ممارسة التمارين الرياضية مدة 60 دقيقة على الأقل يوميًا.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة من 6 إلى 8 ساعات.
• قضاء الآباء وقت أطول مع الطفل في الهواء الطلق، أو الاستمتاع ببعض الأشياء معًا، مثل: اللعب أو الطبخ أو قراءة القصص أو مشاهدة فيلمًا مضحكًا.

وختامًَا، قد تتشابه أعراض الاكتئاب عند الأطفال مع أعراض بعض الأمراض الجسدية، لذلك يلعب الآباء دورًا هامًا في تشخيص حالة أطفالهم، حتى يمكن مساعدتهم.

بناءً على ذلك نوصي كل الآباء بالتقرب إلى أطفالهم وفهم مشاعرهم وتقديم الدعم لهم دائمًا، حتى لا يقع أطفالهم فريسة للاكتئاب.

كتب المقال: د. هبة الحبشي 

Resources

1. Healthline
2. Childrenshospital
3. cdc
4. verywellmind