image image

تعرف على أنواع الأمراض العقلية - مركز بداية

تعرف على أنواع الأمراض العقلية

image

الأمراض العقلية، لا شك أن المخ البشري عضو معقد ومذهل، يتحكم في كل شئ الذاكرة والبصر والسمع، يتحكم حتى في العضلات والأعضاء.

أنواع الأمراض العقلية

يحتوى ذلك العضو المعقد على بلايين من الخلايا العصبية التي تتناغم وتعمل معًا من خلال الإشارات الكهربائية وبمساعدة مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية.

عندما يضطرب عمل تلك الإشارات الكهربائية وتلك المواد الكيميائية، قد تؤدي إلى مشكلات عديدة مثل التغيرات المزاجية والسلوكيات الغير طبيعية.

إذ يعتقد الباحثون أن تلك التغييرات التي تحدث في الدماغ مسؤولة في حدوث الاضطرابات العقلية، هذا ما سوف نتناوله -عزيزي القارئ- في هذا المقال عن الأمراض العقلية وعلاجها.

ما هي الأمراض العقلية؟

. من المهم أن نتساءل: ما هي الأمراض العقلية؟ المرض العقلي أو النفسي ليس بوصمة عار كما يظن البعض، إنما هو مشكلة طبية لا تقل خطورةً أبدًا عن الأمراض العضوية الخطيرة مثل السكري.

يُعد المرض العقلي حالة صحية يحدث فيها تغييرات في مشاعر أوسلوكيات المريض وكذلك تفكيره أو مزيج من تلك التغيرات معًا.

قد ترتبط الاضطرابات العقلية في بعض الأحيان بالمشكلات النفسية أو التعرض للصدمات أو التعرض للمشكلات العائلية أو في العمل وهكذا.

طبقًا للإحصائيات يعاني حوالي 1 كل 7 أشخاص على مستوى العالم؛ أي ما يقارب 11-18% من الاضطرابات العقلية واضطراب تعاطي المخدرات.

على الصعيد العالمي، وفقًا للاحصائيات عام 2017 يعاني حوالي مليار من البشر من اضطراب القلق، ونظرًا لقلة الاحصائيات أو حالات الإبلاغ يصعب تحديد إحصائيات دقيقة.

الأمراض العقلية الوراثية:

الأمراض العقلية الوراثية هي تلك التي تُنتقل من جيل إلى آخر عبر الجينات وتؤثر على الصحة النفسية للفرد. هذه الأمراض تعكس تأثيرات معقدة بين العوامل الجينية والبيئية. من بين أبرز هذه الأمراض، الفصام يعد من أكثرها شهرة، حيث يُعتقد أن هناك مزيجاً من الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية التي تسهم في ظهوره. يؤثر الفصام على التفكير والإدراك، مما يؤدي إلى تجارب مثل الهلوسات والأوهام التي تفصل الشخص عن الواقع.

بجانب الفصام، يظهر الاضطراب الثنائي القطب كحالة وراثية أخرى تتسبب في تقلبات مزاجية حادة بين حالات الهوس والاكتئاب. هذه التقلبات تؤثر بشكل عميق على القدرة على الأداء اليومي وتسبب صعوبات في العلاقات الشخصية والمهنية. الأبحاث تشير إلى أن الجينات تلعب دوراً مهماً في تطوير هذا الاضطراب، مع تفاعلها مع عوامل بيئية معينة.

الاضطراب الوسواسي القهري هو مرض عقلي آخر قد يكون له أساس وراثي. يتميز بوجود أفكار وسواسية و سلوكيات قهرية تهدف إلى تقليل القلق، وقد يكون هذا الاضطراب مرتبطاً بجينات تؤثر على الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات والمشاعر.

تؤكد الدراسات أن الاستعداد الوراثي لا يعني بالضرورة ظهور المرض، بل يتفاعل مع عوامل بيئية مثل التوتر أو الصدمات لتحديد ما إذا كان المرض سيظهر في حياة الفرد. التقدير المبكر والرعاية الصحية النفسية الملائمة يمكن أن تساعد في إدارة هذه الأمراض وتحسين جودة حياة الأفراد المصابين بها.

ما الفرق بين المرض النفسي والعقلي؟

 الأمراض النفسية والأمراض العقلية

قد يتساءل البعض عن وجود فرق بين الاضطرابات النفسية والاضطرابات العقلية، أعتقد أن الفرق ليس بكبير أبدًا لكي نعرف الفرق بين المرض النفسي والعقلي.

كما ذكرنا من قبل أن المرض العقلي هو اضطراب أو خلل في كيمياء الدماغ أو الناقلات العصبية التي تنقل الإشارات الكهربائية.

عندما يحدث ذلك الخلل تؤثر في معالجة الدماغ للمعلومات وقد تؤدي إلى تغيرات في المزاج والتفكير وكذلك الإدراك، بل أيضًا قد تحدث خللًا في الحواس.

لذلك يعتقد العلماء أن التغيرات التي تحدث في المخ سواء كانت كبيرة أو صغيرة قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض العقلية.

قد تحدث الأمراض النفسية نتيجة التعرض للصدمات العاطفية مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو مشكلات في العمل التي قد تسبب القلق والحزن.

أسباب الأمراض العقلية

لا يعرف الأطباء والباحثون أسباب الأمراض العقلية، لكن يعتقدون أنها تحدث نتيجة مجموعة من العوامل مثل:

  • التاريخ العائلي بالمرض العقلي قد يشارك في الإصابة ببعض الأمراض العقلية، ليس بالضرورة أن تصاب به طالما أحد الوالدين يعاني من مرض عقلي ما.
  • التعرض لمحفزات “الصدمات النفسية” مثل الطلاق أو التعرض للاعتداء الجنسي أو التنمر وغيره من الصدمات النفسية.
  • تعاطي المخدرات، قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى ذهان التعاطي.

أخطر أنواع الأمراض العقلية:

الأمراض العقلية تختلف في شدتها وتأثيرها على الحياة اليومية، ولكن بعض الأنواع تُعتبر أكثر خطورة بسبب تأثيرها العميق على الفرد والمجتمع. من بين هذه الأمراض:

  1.   الفصام: يتسم بالانفصال عن الواقع، مثل الهلوسات والأوهام، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على التفكير والتفاعل الاجتماعي.
  2.   الاضطراب ثنائي القطب: يتميز بتقلبات شديدة بين حالات من الهوس (ارتفاع المزاج والنشاط المفرط) والاكتئاب، مما يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
  3.   الاضطراب الوسواس القهري: يتميز بأفكار وسواسية متكررة وسلوكيات قهرية تهدف إلى تقليل القلق الناتج عن تلك الأفكار، مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص.
  4.   اضطراب التحدي المعارض: يتسم بسلوك عدائي ومتمرد تجاه السلطة والمواثيق الاجتماعية، وقد يسبب مشكلات كبيرة في العلاقات والعوامل الاجتماعية.
  5.   الاكتئاب الشديد: يتسم بمزاج منخفض مستمر، فقدان الاهتمام، وصعوبات في أداء الأنشطة اليومية، ويمكن أن يؤدي إلى تفكير انتحاري.

تتطلب هذه الأمراض عادةً تدخلًا مهنياً مكثفاً لدعم الفرد وتحسين جودة حياته.

أنواع الأمراض العقلية وأعراضها

أشهر الأمراض العقلية وأعراضها

يوجد العديد من الاضطرابات العقلية التي تتميز بتغير كبير في التفكير والسلوك وكذلك الإدراك وتؤثر سلبًا في حياة المريض وعلاقته بالآخرين.

سنتناول أشهر الأمراض العقلية وأهم أعراضها في الآتي:

مرض الاكئتاب (Depression)

يُعد الاكتئاب أكثر الاضطرابات انتشارًا حول العالم، إذ يؤثر في حوالي 264 مليون شخص تقريبًا حول العالم.

يحدث الاكتئاب نتيجة اضطراب بعض المواد الكيميائية مثل السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج فيتسبب في تلك الأعراض المسببة للاكتئاب.

غالبًا ما تتأثر النساء وتصاب بالاكتئاب بمعدل أعلى من الرجال وتتمثل أعراض الاكتئاب في الآتي:

  • الحزن الشديد.
  • فقدان الشغف أو الاهتمام بالروتين اليومي.
  • اضطرابات النوم.
  • اضطراب الأكل؛ أما فقدان الشهية أو الأكل بشراهه.
  • قلة التركيز والشعور بالتعب.
  • في أشد حالاته قد يصل إلى الانتحار.

اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)

يؤثر اضطراب ثنائي القطب في حوالي 45 مليون شخصًا تقريبًا حول العالم، يتميز بحدوث نوبات من الهوس (manic episodes) ونوبات من الاكتئاب مفصولة بفترات من المزاج الطبيعي.

تتضمن نوبات الهوس الأعراض الآتية:

  • فرط في النشاط.
  • سرعة الكلام.
  • مزاج متهيج.
  • قلة النوم.

قد يتحول المريض من السعادة الغامرة إلى الحزن والاكتئاب الشديد فجأة، ولكن تتوفر علاجات فعالة في محاولة السيطرة على الأعراض واستقرار الحالة المزاجية.

الفصام والأمراض الذهانية (Schizophrenia and psychoses)

يُعد الفصام (Schizophrenia) ضمن الأمراض الذهانية التي يحدث فيها تشوه في التفكير والإدراك والسلوك وكذلك الشعور بالذات.

يُعد مرض الفصام اضطراب عقلي حاد يؤثر في حوالي 20 مليون شخص حول العالم، تتضمن أعراض الفصام الآتي:

  • الهلاوس السمعية والبصرية.
  • الأوهام والضلالات؛ إذا يعتقد المريض أن هناك شخصًا ما يراقبه ويريد أن يؤذيه وغيرها من الشكوك.
  • اضطراب في الكلام والسلوك.
  • قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • غياب تعبيرات الوجه.

اضطرابات النمو مثل التوحد (Autism)

غالبًا ما تبدأ اضطرابات النمو في مرحلة الطفولة حتى مرحلة البلوغ إلى أن تسبب في ضعف أو تأخر في وظائف المخ أو مشكلات في الجهاز العصبي المركزي.

تتضمن الإعاقات الذهنية ضعف في المهارات مثل الآداء المعرفي وقلة الذكاء وصعوبة التكيف مع متطلبات الحياة اليومية.

تشمل أعراض مرض التوحد اضطراب في السلوك الاجتماعي ومشكلات في التواصل وكذلك اللغة، إذ يميل الطفل إلى الانعزال في عالمه الخاص.

الخرف أو الشيخوخة (Dementia)

يُعد الخرف مرض عقلي مزمن، حيث تدهور الوظائف الإدراكية مع الوقت، إذ يؤثر على الذاكرة وطريقة التفكير والقدرة على التعلم وتدهور اللغة أيضًا.

ينتج الخرف من مجموعة من الأمراض التي تصيب الدماغ مثل مرض الزهايمر والسكتة الدماغية، يؤثر الخرف على حوالي 50 مليون شخص حول العالم تقريبًأ.

أعراض الأمراض العقلية:

الأعراض النفسية للأمراض العقلية يمكن أن تظهر بطرق مختلفة وتؤثر على الأشخاص بطرق متنوعة. قد تشمل بعض الأعراض الشائعة ما يلي:

  1.   تغيرات في المزاج: مثل الاكتئاب، القلق، أو التقلبات المزاجية الشديدة.
  2.   فقدان الاهتمام: عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة من قبل.
  3.   الاضطرابات الفكرية: مثل التفكير المشوش، أو الهلوسة، أو الأفكار الغريبة.
  4.   التغيرات في السلوك: مثل الانسحاب الاجتماعي، أو التصرفات غير المعتادة، أو عدم القدرة على آداء المهام اليومية.
  5.   مشاكل في النوم: مثل الأرق، أو النوم المفرط، أو تغيرات في نمط النوم.
  6.   مشاكل في التركيز والذاكرة: صعوبة في التركيز، أو تذكر الأمور المهمة.

إذا كنت تشعر بأعراض مشابهة، فمن المهم البحث عن الدعم المهني من متخصص في الصحة النفسية.

علاج الأمراض العقلية:

علاج الأمراض العقلية يتطلب نهجًا متكاملاً يجمع بين استراتيجيات متعددة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. يبدأ العلاج عادةً بتقييم شامل من قبل مختص في الصحة النفسية، الذي يمكنه تشخيص الحالة وتحديد الأنسب من بين الخيارات العلاجية المتاحة.

الأدوية تلعب دورًا حاسمًا في إدارة العديد من الأمراض العقلية. مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، ومثبتات المزاج، وغيرها من الأدوية، يمكن أن تساعد في تعديل الكيمياء الدماغية وتخفيف الأعراض. تُستخدم هذه الأدوية بناءً على التشخيص الفردي وحاجات المريض الخاصة، ويجب مراقبتها بانتظام لضمان فعاليتها وتقليل أي آثار جانبية.

العلاج النفسي، أو ما يُعرف بالعلاج بالكلام، هو عنصر أساسي في معالجة الأمراض العقلية. يشمل العلاج النفسي مجموعة متنوعة من الأساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يركز على تغيير الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية، والعلاج بالتحليل النفسي، الذي يستكشف الصراعات العاطفية والعلاقات الشخصية. يوفر العلاج النفسي دعمًا للأفراد لتطوير استراتيجيات التعامل مع الضغوط والمشاكل النفسية.

بالإضافة إلى الأدوية والعلاج النفسي، يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي والإرشاد النفسي جزءًا من العلاج الفعال. يشمل ذلك تقديم الدعم من العائلة والأصدقاء، والمشاركة في مجموعات الدعم التي توفر مكانًا للتعبير عن التجارب والتعلم من الآخرين.

التدخل المبكر والرعاية المستمرة مهمة جدًا في إدارة الأمراض العقلية، حيث يساعدان في تحسين فرص التعافي والوقاية من تفاقم الأعراض. من الضروري أن يعمل الأفراد مع فريق من المتخصصين في الصحة النفسية لتطوير خطة علاج شاملة وشخصية، تضمن أن يتم التعامل مع جميع جوانب حالتهم الصحية.

هل يشفى المريض العقلي؟

الشفاء من الأمراض العقلية يمكن أن يختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، حيث يعتمد على نوع المرض، وشدته، وفعالية العلاج. في حالات عديدة، يمكن للأفراد تحقيق تحسن كبير في أعراضهم والعودة إلى حياة طبيعية ومستقرة بفضل العلاجات المناسبة. تشمل هذه العلاجات الأدوية، العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي، التي تساعد في تقليل الأعراض وتحسين القدرة على أداء الوظائف اليومية.

ومع ذلك، قد لا يتجاوز بعض الأشخاص الأعراض تمامًا ويحتاجون إلى إدارة مستدامة لحالتهم. يمكن للأفراد الذين يعانون من الأمراض العقلية المزمنة أن يعيشوا حياة مليئة بالمعنى والرضا من خلال تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع حالتهم. قد يتطلب ذلك تعديلات مستمرة على خطة العلاج واستراتيجيات للتعامل مع فترات الانتكاس أو تفاقم الأعراض. في نهاية المطاف، الشفاء الكامل ليس دائمًا ممكنًا في جميع الحالات، ولكن الرعاية المستمرة والدعم المناسب يمكن أن يحققوا تحسينًا ملحوظًا في نوعية الحياة. من الضروري أن يعمل الأفراد مع فرق من المتخصصين في الصحة النفسية لتطوير خطط علاج شخصية تساعدهم على التعامل مع تحدياتهم وتحقيق أقصى استفادة من حياتهم.

ختامًا، يعتمد علاج الأمراض العقلية على نوع الاضطراب الذي يعانيه المريض ومدى شدة الأعراض قد تشمل خطة العلاج بالأدوية والعلاج النفسي.

لكن قد تتطلب بعض الحالات إلى العلاج المكثف أو الحجز في مستشفيات الطب النفسي، لضمان عدم تعرض المريض أو المحيطين للإيذاء.

كتب المقال: د.هاجر أحمد

المصادر

webMd.com

Psychiatry.org

Who.com

WebMd.com

شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

أكتشف أعراض انسحاب الأدوية ...

أكتشف أعراض انسحاب الأدوية النفسية وكم تستمر أعراض الانسحاب، قد تشعر بتحسن وتعتقد أنك مستعد للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب ...

اقرأ المزيد
image

ما هو البنزوديازبين BENZODIAZEPINES ...

البنزوديازيبينات هي مجموعة من الأدوية التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي، وتُستخدم بشكل شائع لعلاج حالات مثل القلق، الأرق، اضطرابات ...

اقرأ المزيد
image

دواء cipralex سيبرالكس أفضل ...

يُستخدم دواء سيبرالكس في علاج الاكتئاب واضطرابات القلق وتحسين الحالة المزاجية، حيث يعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ. يعد ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *