الشخصية السادية هي نمط من الشخصية يتميز بالرغبة في السيطرة والإيذاء، سواء جسديًا أو نفسيًا، حيث يجد الشخص السادي متعة في إلحاق الألم أو الإهانة بالآخرين. يعود مصطلح “السادية” إلى الكاتب الفرنسي ماركيز دي ساد، الذي جسد هذه السلوكيات في أعماله. يتميز الأفراد ذوو الشخصية السادية بعدم التعاطف مع مشاعر الآخرين، والانغماس في سلوكيات عنيفة أو استغلالية، حيث تثيرهم مشاهد الألم والمعاناة. كما يميلون إلى السلوك المتهور وغير المقبول اجتماعيًا في سعيهم لتحقيق رغباتهم. إليكم كل التفاصيل حول ما هو اضطراب الشخصية السادية؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج.
ما هي الشخصية السادية؟
الشخصية السادية هي نوع من أنماط الشخصية يتميز بالاستمتاع بإلحاق الأذى أو التحكم بالآخرين، سواء كان ذلك من خلال العنف الجسدي أو التلاعب النفسي. الشخص السادي يشعر باللذة والقوة من معاناة الآخرين، وغالبًا ما يتصرف بطريقة تستهدف فرض سيطرته عليهم. يمكن أن يظهر هذا النمط في الحياة اليومية من خلال ممارسات استغلالية أو سلوكيات متسلطة، ويصاحبه عادة نقص في التعاطف مع مشاعر الآخرين واهتمام محدود بتأثير أفعاله عليهم. هذه الشخصية تميل إلى البحث عن التفوق على الآخرين واخضاعهم بأي وسيلة ممكنة.
أنواع السادية:
- السادية الجسدية تتمثل في استمتاع الشخص بإلحاق الألم أو الأذى الجسدي بالآخرين. قد يشمل ذلك العنف المباشر، مثل الضرب أو الإيذاء الجسدي، حيث يشعر الشخص السادي بالمتعة من رؤية الآخر يعاني أو يتألم. هؤلاء الأفراد قد يظهرون عنفًا مفرطًا في مواقف مختلفة، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية.
- كذلك السادية النفسية تتعلق بالرغبة في إلحاق الأذى النفسي أو العاطفي بالآخرين، من خلال الإهانة، التحقير، أو التلاعب بالمشاعر. يستمتع الشخص السادي في هذا النوع من العلاقات بالتلاعب بالعواطف والتسبب في الألم النفسي أو الإهانة للآخرين، وغالبًا ما يحاول التحكم في تصرفاتهم ومشاعرهم عبر استغلال نقاط ضعفهم.
- السادية الجنسية هي نوع من السادية يتمثل في استمتاع الشخص بإلحاق الألم أو الإذلال بالشريك في السياقات الجنسية. يمكن أن تتضمن هذه الممارسات أشكالًا من العنف الجسدي أو اللفظي خلال النشاط الجنسي. قد تكون هذه السلوكيات مرضية إذا لم تكن بالتراضي أو تجاوزت الحدود المقبولة بين الأطراف.
- السادية الاجتماعية تظهر في العلاقات الاجتماعية أو المهنية، حيث يسعى الشخص السادي إلى فرض سلطته على الآخرين من خلال السيطرة أو التحقير العلني. هؤلاء الأشخاص يميلون إلى إذلال الآخرين أمام الجماهير أو السعي لإحراجهم في الأماكن العامة، ويشعرون بالمتعة عندما يرون الآخرين في مواقف ضعف أو مهانة.
- أيضًا هذا النوع من السادية قد يظهر في مواقف الحياة اليومية، حيث يقوم الفرد بتصرفات صغيرة ولكنها موجهة لإزعاج أو إلحاق الأذى بالآخرين. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل ذلك تعمد إزعاج الآخرين أو التسبب لهم في مشكلات صغيرة في العمل أو الحياة الشخصية. هذا النوع أقل تطرفًا من الأنواع الأخرى ولكنه قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات اليومية.
أسباب اضطراب الشخصية السادية:
- يمكن أن تكون السادية نتيجة لتجارب صادمة أو مؤلمة في الطفولة، مثل التعرض للعنف الجسدي أو النفسي، أو التنشئة في بيئة قاسية. الأطفال الذين يتعرضون للإساءة أو يفتقرون إلى الأمان العاطفي قد يتبنون سلوكيات سادية كوسيلة للتعامل مع مشاعر الضعف أو السيطرة على البيئة المحيطة بهم.
- السادية قد تكون مرتبطة ببعض الاضطرابات النفسية أو العصبية، مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو اضطرابات السيطرة على الدوافع. هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى سلوكيات متهورة وميول نحو السيطرة والإيذاء بسبب نقص الشعور بالتعاطف أو الضمير الأخلاقي.
- قد يكتسب الشخص سلوكيات سادية من خلال نماذج سلبية في البيئة المحيطة، مثل مشاهدة أشخاص ذوي سلطة يستخدمون العنف أو الإذلال لتحقيق أهدافهم. إذا تم مكافأة السلوك السادي أو تقبله اجتماعيًا في محيط الشخص، فإنه قد يتعلم تبني هذا النمط من السلوك.
- كذلك السادية قد تكون نتيجة لرغبة قوية في السيطرة والتحكم في الآخرين. بعض الأشخاص قد يشعرون بالعجز أو الضعف في جوانب أخرى من حياتهم، فيلجؤون إلى السلوكيات السادية لتعويض هذا الشعور من خلال فرض سلطتهم على الآخرين والتلاعب بهم.
- تشير بعض الدراسات إلى أن هناك عوامل بيولوجية أو وراثية قد تلعب دورًا في تطور السلوك السادي. اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ أو وجود سمات وراثية معينة قد يزيد من احتمالية تبني الشخص سلوكيات سادية أو العجز عن تنظيم الانفعالات بشكل طبيعي.
- يمكن أن يكون سبب السادية ضعف القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين. بعض الأشخاص لا يستطيعون فهم أو استيعاب معاناة الآخرين، مما يجعلهم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات سادية دون الشعور بالذنب أو الندم.
هذه الأسباب قد تتفاعل مع بعضها لتشكل نمطًا ساديًا في الشخصية، وقد تختلف تأثيراتها من شخص لآخر.
صفات الشخصية السادية:

ما هو اضطراب الشخصية السادية؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ا عند إيذاء الآخرين، سواء كان ذلك من خلال الأذى الجسدي أو النفسي. يستمتع بمشاهدة الآخرين وهم يعانون أو يتألمون، ويشعر بالراحة عند تحقيق ذلك، مما يجعله يسعى بشكل مستمر لخلق مواقف تؤدي إلى معاناة من حوله.
- السعي الدائم للسيطرة هو إحدى السمات الرئيسية للشخصية السادية. الشخص السادي يحب أن يشعر بالتفوق والهيمنة على الآخرين، ويعمل على فرض سلطته عليهم بأي طريقة ممكنة. في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية، يبحث دائمًا عن طرق للتحكم في تصرفات وأفكار الآخرين.
- يميل الشخص السادي إلى استخدام التلاعب النفسي كوسيلة لتحقيق أهدافه. يتفنن في استغلال نقاط ضعف الآخرين، ويوجههم نحو أفعال أو تصرفات تصب في مصلحته، مستخدمًا التهديد أو الترهيب لإبقائهم تحت سيطرته.
- كذلك تفتقر الشخصية السادية إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين وآلامهم. هذا النقص يجعلها غير مبالية بالضرر الذي قد تسببه للآخرين، سواء على المستوى العاطفي أو الجسدي. لا يشعر الشخص السادي بالذنب أو الندم على أفعاله، مما يزيد من احتمال تكرار سلوكياته القاسية.
- الساديون يتميزون بالاندفاع، وقد يلجؤون للعنف الجسدي أو النفسي لتحقيق رغباتهم دون التفكير في العواقب. هذه الاندفاعية تعكس حاجتهم الملحة لإشباع رغباتهم في السيطرة والتلاعب، دون اعتبار لما قد ينتج عنها من ضرر للآخرين.
- كما يجد الشخص السادي متعة خاصة في إذلال الآخرين، سواء أمام الآخرين أو في الخفاء. ويسعى الشخص السادي إلى تحطيم كرامة الآخرين وجعلهم يشعرون بالضعف والمهانة، ويستمتع بمشاهدة ردود أفعالهم وهم يتألمون نفسيًا أو جسديًا.
- أيضًا الشخص السادي لا يهتم بالعواقب السلبية لسلوكياته على الآخرين أو على علاقاته الاجتماعية. ما يهمه هو تحقيق شعوره بالسيطرة والهيمنة، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير علاقاته أو حياته المهنية.
- غالبًا ما يتخذ السلوك السادي طابعًا منهجيًا ومخططًا، حيث يعمل الشخص السادي على إعداد مواقف معينة يحقق فيها أهدافه السادية. لا تكون أفعاله عشوائية، بل موجهة بعناية لتحقيق أقصى قدر من السيطرة والإيذاء للآخرين.
كيفية التعامل مع الشخصية السادية:
التعامل مع الشخصية السادية يتطلب الحذر والوعي، حيث يجب تجنب الانخراط في مواقف تسمح لها بممارسة السيطرة أو التلاعب. من الضروري وضع حدود واضحة وقوية في التعامل معهم، وعدم السماح لهم بالتجاوز أو استغلال نقاط الضعف. قد يكون من المفيد تجنب الاستجابة لاستفزازاتهم أو محاولات الإذلال التي يمارسونها، مع الحفاظ على هدوء الأعصاب وعدم الانجراف في مواجهات عنيفة أو جدلية. في بعض الحالات، يكون من الأفضل الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص بشكل كامل إذا كان من الصعب التعامل معهم أو إذا تسببوا في أذى نفسي أو جسدي. إذا كانت العلاقة غير قابلة للتجنب (مثل العلاقات الأسرية أو المهنية)، قد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي للحصول على إرشادات حول كيفية التعامل معهم بطريقة صحية وآمنة.
المراجع:
- https://www.medicinenet.com/can_sadistic_personality_be_cured/article.htm
- https://www.psychologytoday.com/intl/blog/the-integrationist/201408/dealing-with-everyday-sadists-and-other-dark-personalities
- https://www.psychiatry.org/
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *