يلعب العصب الخامس دورًا هامًا في عملية الإحساس لمنطقة فروة الرأس والوجه، إذ أنه مسئول عن نقل الأحاسيس من هذه المناطق إلى الدماغ، وقد يؤدي حدوث التهاب أو تلف في العصب الخامس إلى شعور بالألم الشديد في هذه المناطق، وقد يؤثر ذلك على الحالة النفسية للمريض، تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن العلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية وما هي أسباب التهاب العصب وأعراضه وطرق العلاج.
ما هو التهاب العصب الخامس؟

ما هو التهاب العصب الخامس؟
العصب الخامس ويسمى أيضًا العصب ثلاثي التوائم “Trigeminal nerve”، ويطلق عليه اسم “العصب القحفي الخامس” أيضًا وهو عصب مزدوج-أى يمتلك منه الإنسان واحد على كل جانب- يمتد من جذع الدماغ ويتفرع إلى ٣ فروع تغطي منطقة الوجه والرأس، وهو مسئول عن العديد من الوظائف كالتالي:
- عملية الإحساس لمنطقة فروة الرأس والوجه، إذ أنه ينقل أحاسيس اللمس والحرارة والبرودة والألم وغيرها من المناطق المختلفة إلى الدماغ.
- يتحكم في بعض العضلات التي تشارك في عملية المضغ والبلع.
تفرعات العصب الخامس في الجسم
يتفرع العصب الخامس إلى ٣ فروع تمتد في منطقة فروة الرأس والوجه كالتالي:
- العصب البصري The ophthalmic nerve:
يغطي هذا الفرع فروة الرأس والجزء العلوي من الوجه(العين والجفون والجبهة)، وهو مسئول عن عملية نقل الأحاسيس إلى الدماغ.
- العصب الفكي العلوي The maxillary nerve:
وهو موجود في الجزء الأوسط من الوجه وهو عصب حسي أيضًا، إذ أنه مسئول عن نقل الأحاسيس إلى الدماغ من مناطق: الأنف والخدين والجفون السفلية واللثة والشفة العليا، وأيضًا ينقل الأحاسيس من داخل الفم والحنك وأسنان الفك العلوي والجيوب الأنفية.
- العصب الفكي السفلي The mandibular nerve:
يحتوي على أجزاء حسية وأجزاء حركية، إذ أنه مسئول عن نقل الأحاسيس من الجزء السفلي من الوجه( الفك السفلي واللثة والشفة السفلية)، وأيضًا ينقل أحاسيس أخرى غير التذوق من الجزء الأمامي من اللسان، أما الجزء الحركي منه فهو يتحكم في العضلات المشاركة في عملية العض والمضغ والبلع.
ما هو التهاب العصب الخامس؟
التهاب العصب الخامس هو حالة مزمنة تسبب نوبات شديدة الألم في منطقة الوجه، وهذا الألم يكون نتيجة حدوث تلف أو تهيج في العصب ثلاثي التوائم.
تعرف على أعراض التهاب العصب الخامس
تشمل أعراض التهاب العصب الخامس ما يلي:
- نوبات شديدة من الألم تشبه الصدمة الكهربائية، وهي تأتي بشكل مفاجئ في مناطق مثل: الخد، الفك، الأسنان، اللثة، الشفاه.
- تكون نوبات الألم شديدة وقد تستمر لمدة تتراوح من بضع ثواني إلى عدة دقائق، وقد تتكرر على مدى أيام أو أسابيع أو شهور.
- قد يحفز الشعور بالألم أن يقوم الشخص ببعض الأنشطة اليومية مثل: لمس الوجه، التحدث، الكلام، المضغ، تنظيف الأسنان، لمس نسمات الهواء للوجه.
- يحدث الألم عادة في جزء واحد من الوجه.
- لا يشعر الشخص عادة بالألم أثناء النوم.
- تزداد شدة نوبات الألم هذه مع مرور الوقت.
- قد يصاحب نوبات الألم هذه حدوث تشنجات في الوجه.
أسباب التهاب العصب الخامس
عندما يصاب العصب ثلاثي التوائم بتلف أو تهيج فإن ذلك يسبب نوبات حادة شديدة الألم في منطقة الوجه، وتكون أسباب التهاب العصب الخامس كالتالي:
- الضغط الوعائي: قد تضغط بعض الأوعية الدموية(شريان أو وريد) على العصب ثلاثي التوائم عند قاعدة الدماغ، مما يؤدي إلى تآكل في الغلاف الواقي للعصب “الميالين” مما يسبب الشعور بالألم.
- هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى تلف في الغلاف الواقي للعصب “الميالين” مثل: التصلب المتعدد، أو وجود ورم يضغط على العصب، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب غير معروف.
- قد يعاني بعض الأشخاص من التهاب العصب الخامس أيضًا نتيجة لسكتة دماغية، أو صدمات في الوجه، أو إصابة العصب بسبب الجراحة.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب العصب الخامس
وجدت الأبحاث أن هناك بعض العوامل التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بألم العصب ثلاثي التوائم كالتالي:
- الجنس: إذ تكون النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- العمر: التهاب العصب ثلاثي التوائم شائع الحدوث عادة في عمر الخمسين أو أكثر.
- بعض الحالات المرضية الأخرى قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بألم العصب ثلاثي التوائم مثل: ارتفاع ضغط الدم، والتصلب المتعدد.
- التدخين.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب العصب القحفي الخامس.
كيفية علاج التهاب العصب الخامس

كيفية علاج التهاب العصب الخامس
هناك العديد من الطرق المستخدمة لعلاج التهاب العصب الخامس، وقد يستغرق الأمر وقتًا للحصول على أفضل نتيجة، وهذه الطرق هي كالتالي:
الأدوية والعقاقير الطبية
- دواء لألم العصب ثلاثي التوائم.
- أدوية مضادة لنوبات الألم: وهي تستخدم في المراحل المبكرة من الإصابة بالتهاب العصب القحفي الخامس عادة، ولكن قد ينخفض مفعولها تدريجيًا مع مرور الوقت.
علاج التهاب العصب القحفي الخامس بالجراحة
يتم علاج التهاب العصب القحفي الخامس بالجراحة في بعض الحالات مثل:
- عدم الاستجابة للعلاج بالأدوية والعقاقير الطبية.
- وجود عوامل أخرى تسبب تهيج العصب مثل: وجود ورم يضغط على العصب.
- وقد تتم الجراحة بغرض تخفيف ضغط الأوعية الدموية التي تضغط على العصب.
وهناك العديد من الطرق التي يستخدمها الأطباء المختصون لإجراء جراحة العصب ثلاثي التوائم كالتالي:
- الجراحة الإشعاعية: يتم تركيز الإشعاع على جذر العصب لمنع إشارات الألم، وقد يستغرق هذا النوع من العلاج أكثر من شهر للحصول على أفضل نتيجة من تخفيف الألم.
- إتلاف الجذور: إذ يتم إتلاف جذر العصب عمدًا بغرض منه إشارات الألم، وفعالية هذا النوع من العلاج قد تخفف الألم لعدة سنوات ولكنها تكون أقل فعالية على المدى الطويل.
- استئصال العصب المحيطي: يتم إتلاف أو إزالة فرع محيطي من العصب ثلاثي التوائم.
طرق أخرى لعلاج التهاب العصب القحفي الخامس
قد يقترح الطبيب المختص طرق أخرى للعلاج بالاشتراك مع الأدوية والعقاقير الطبية عادة، وتشمل هذه الطرق مايلي:
- حقن توكسين البوتولينوم، وهي تعمل على التخفيف المؤقت للألم.
- الوخز بالإبر.
- الارتجاع البيولوجي.
- العلاج النفسي.
إليك بعض النصائح لتجنب الإصابة بالتهاب العصب الخامس
- تناول الأطعمة المغذية، خاصة التي تحتوي على فيتامين د وفيتامين ب١٢، إذ أن هذه الفيتامينات تدعم صحة الأعصاب بشكل عام.
- علاج الأمراض الأخرى التي قد تسبب الضرر للعصب القحفي الخامس مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم .
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي مناسب.
- ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة التي تساعد على التخلص من التوتر.
هل يوجد علاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية؟
العلاقة بين العصب الخامس والحالة النفسية هي علاقة متعددة الأوجه، وتستند إلى عدة عوامل كالتالي:
- أثبتت الأبحاث أن الأشخاص المصابون بالتهاب العصب ثلاثي التوائم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق واضطرابات النوم.
- قد تؤثر الأضرار التي يسببها التهاب العصب للجسم على الصحة النفسية للشخص، مثل: ألم الوجه المزمن المرتبط بالتوتر العصبي.
- قد تسبب نوبات الألم الشديدة غير المتوقعة التي يسببها التهاب العصب آثار نفسية سلبية على الشخص مما قد يؤثر على حياته اليومية.
- تشير الأبحاث أيضًا إلى أن التهاب العصب قد يتضمن حدوث خلل في تنظيم شبكات الدماغ المرتبطة بإدراك الألم والمعالجة العاطفية، مما قد يؤدي إلى حدوث الاضطرابات العاطفية لدى الأشخاص المصابين بالتهاب العصب القحفي الخامس.
لا تعتبر الحالة النفسية السيئة من الأسباب المباشرة لالتهاب العصب الخامس، ولكن قد يزيد التوتر والضغط النفسي من حدة الألم وجعل الأعراض أكثر شدة، لذلك فإنه من المهم تعلم مهارات إدارة التوتر والضغط النفسي للحد من تأثيرهما على التهاب العصب الخامس.
المصادر:
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *