image image

الفرق بين العصاب والذهان وكيفية علاجهما - مركز بداية

الفرق بين العصاب والذهان وكيفية علاجهما

image
على مدار التاريخ، تنوعت التعريفات المستخدمة لمصطلحي العصاب والذهان، وشهدت هذه المفاهيم تغيرات متكررة ولا يزال الفرق بين العصاب والذهان موضع جدل في الأوساط النفسية والطبية حتى اليوم. يُعرَّف العصاب بأنه: اضطراب نفسي بسيط لا يرتبط بأسباب عضوية، وغالبًا ما يكون نتيجة للتوتر، القلق، أو الاكتئاب. بينما يُعتبر الذهان: اضطرابًا نفسيًا حادًا يؤثر بعمق في الشخصية والمشاعر، ويتميز بشدة أكبر مقارنة بالعصاب، إذ أنه يسبب ضعفًا واضحًا في القدرة على التفكير السليم أو التفاعل مع الواقع. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن الفرق بين العصاب والذهان وكيفية علاجهما.

أولا العصاب

يمكنك التعرف على العصاب من خلال ما يلي:

ما هو العصاب؟

  • يعتبر مصطلح “العصاب” من المصطلحات التي أثارت بعض الالتباس بسبب تغيّر معناه عبر الزمن، ففي بدايات القرن العشرين، استخدمه علم النفس الفرويدي للإشارة إلى الاضطرابات النفسية الناتجة عن قلق داخلي مكبوت.
  • في عام 1952، وفي الإصدار الأول من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-1)، وُصف بـ”العصاب النفسي”، وشمل حالات مثل: القلق، الانفصال عن الواقع، الرهاب، السلوكيات الوسواسية أو القهرية، بالإضافة إلى الاكتئاب التفاعلي.
  • ومع إصدار الطبعة الثالثة من الدليل عام 1980، تم الاستغناء عن مصطلح “العصاب”، واستُبدل بتصنيف أدق يُعرف بـ”اضطرابات القلق” لتوصيف هذه الحالات.
  • أما اليوم، فلم يعد مصطلح العصاب يُستخدم كتشخيص سريري معتمد.
  • يمكن تعريف مصطلح العصاب كالتالي: مصطلح يُستخدم للإشارة إلى بعض الاضطرابات النفسية، وغالبًا ما يرتبط بسلوكيات مثل: الهوس، والخوف المفرط من الأمراض، والحاجة الشديدة للسيطرة، والانفصال عن الواقع، والقلق أو الاكتئاب، لا يُعتبر العصاب مصطلحًا تشخيصيًا رسميًا، ويعتبره البعض سمة نفسية موجودة بدرجات متفاوتة لدى الجميع.
ما هو العصاب؟

أنواع العصاب

يمكن إطلاق مصطلح العُصاب على السلوكيات التي تتميز بالقلق والتوتر العاطفي الزائد، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه رد فعل مبالغ فيه أو غير متناسب مع الموقف. من أبرز أنواع العصاب ما يلي:
  • عصاب القلق: يتمثل في نوبات هلع، وقلق مفرط، وتوتر شديد، يصاحبه أحيانًا أعراض جسدية مثل الرجفة والتعرق.
  • العصاب الاكتئابي: يتميز بمشاعر حزن عميقة ومستمرة، إلى جانب فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت في السابق مصدرًا للمتعة.
  • الوسواس القهري العصابي: يتضمن أفكارًا أو سلوكيات متكررة تفرض نفسها على الشخص، ولا يستطيع التوقف عنها بسهولة.
  • عصاب الصدمة أو الحرب: يظهر بعد التعرض لأحداث صادمة، ويتمثل في توتر شديد وصعوبة في ممارسة الحياة اليومية، ويُعرف طبيًا باسم اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

أعراض العصاب

قد تشمل أعراض العصاب ما يلي:
  • الشعور بالقلق أو الخوف دون سبب واضح.
  • الإحساس المفرط بالذنب والقلق الزائد.
  • الميل إلى التفكير السلبي والاستجابات العاطفية السلبية.
  • سرعة الغضب والانفعال.
  • الشعور بالخجل وضعف الثقة بالنفس.
  • ضعف القدرة على التعامل مع التوتر.
  • تفسير المواقف اليومية العادية على أنها مهددة أو خطيرة.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • تقلب المشاعر وعدم استقرارها.

أسباب العصاب

  • ضعف التفاعل مع المحفزات البيئية، مما يؤدي إلى التوتر، ففي بعض الحالات، يُظهر الأشخاص حساسية مفرطة تجاه مواقف لا تُعد مثيرة للقلق عادة، حتى لدى من يُعرفون بقوة الشخصية، مما يُسبب استجابات غير متناسبة.
  • السبب الثاني للعصاب يرتبط بالتعرض لمحفزات خارجية شديدة يصعب حتى على الأفراد الأقوياء نفسيًا تحملها، مثل: التوتر المستمر في بيئة العمل، الخلافات الأسرية، الأعباء المنزلية، المشاكل الصحية، فقدان أشخاص مقربين، والصعوبات المالية، كما أن الإجهاد الزائد، وقلة الراحة، والعجز عن الاسترخاء، كلها عوامل تُسهم في تفاقم الحالة.
  • أما من الناحية البيولوجية، فإن العصاب قد يكون نتيجة خلل في توازن المواد الكيميائية الحيوية في الجسم، مثل: النواقل العصبية، والهرمونات، والفيتامينات، مما يؤثر على الأداء السليم للجهاز العصبي المركزي.

علاج العصاب 

يمكن علاج العصاب بالطرق التالية:

علاج العصاب بالأدوية

يُمكن للطبيب المختص وصف أدوية مناسبة تساعد في السيطرة على بعض الأعراض المصاحبة للعصاب مثل: القلق والاكتئاب واضطرابات أخرى، إذ تعمل هذه الأدوية من خلال تعديل كيمياء الدماغ للحد من السلوكيات العصابية.

العلاج النفسي للعصاب 

يساهم العلاج النفسي، خاصة العلاج المعرفي السلوكي، في مساعدة المريض على فهم أنماط التفكير السلبية وتطوير استراتيجيات تأقلم صحية، كما يُساعد على التعرف إلى السلوكيات العصابية وكيفية ارتباطها بمشكلات أخرى يعاني منها المريض، مما يُحسن من جودة الحياة النفسية بشكل عام.

ثانيًا الذهان 

يمكنك التعرف على الذهان من خلال ما يلي:

ما هو الذهان؟

الذهان هو مصطلح يُستخدم في السياق الطبي لوصف اضطراب عقلي حاد، يتمثل في فقدان الاتصال بالواقع، إذ قد يجد الشخص صعوبة في التفرقة بين الواقع والخيال، وقد يشمل ذلك: الأوهام، والهلوسة، وجنون العظمة، واضطراب التفكير والكلام، وصعوبة التفرقة بين الواقع والخيال، مما يؤدي إلى اضطرابات في المشاعر والسلوك. ما هو الذهان؟

أنواع الذهان

بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، تنقسم الاضطرابات الذهانية إلى عدة أنواع، من أبرزها:
  • الفصام (Schizophrenia):
اضطراب مزمن يتميز بالهلوسة، الأوهام، واضطرابات التفكير والسلوك.
  • الاضطراب الفصامي الشكل (Schizophreniform Disorder):
يشبه الفصام من حيث الأعراض، لكنه يستمر لفترة أقصر (بين شهر وستة أشهر).
  • الاضطراب الفصامي العاطفي (Schizoaffective Disorder):
يجمع بين أعراض الذهان وأعراض اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو الهوس.
  • الاضطراب الوهمي (Delusional Disorder):
يتمثل في وجود أوهام ثابتة لمدة شهر على الأقل، دون أعراض ذهانية كبيرة أخرى، ولا تُعزى لحالة طبية أو نفسية أخرى.
  • الاضطراب الذهاني القصير (Brief Psychotic Disorder):
يظهر فجأة ويستمر لأقل من شهر، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بحدث صادم أو ضغط نفسي شديد، ويزول تمامًا مع العلاج.
  • الاضطراب الذهاني الناتج عن حالة طبية:
قد تنجم الأعراض الذهانية عن مشاكل صحية تؤثر في الدماغ مثل:
  • مرض باركنسون.
  • الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.
  • الهذيان.
  • إصابات الرأس.
  • الأورام الدماغية.
  • السكتات الدماغية.
  • الاضطراب الذهاني الناتج عن تعاطي مواد أو أدوية:
يمكن أن تحدث أعراض الذهان بسبب استخدام أو انسحاب من مواد مثل: الكوكايين أو المهلوسات، أو نتيجة لبعض الأدوية.
  • حالات أخرى قد تترافق مع أعراض ذهانية مؤقتة أو جزئية:
    • الاكتئاب الشديد أو اضطراب ثنائي القطب مع أعراض ذهانية أو جامودية.
    • اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب تشوه الجسم.
    • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
    • اضطرابات طيف التوحد والتواصل.

أعراض الذهان

تشمل أعراض الذهان ما يلي:
  • الهلوسة: تحدث عندما يرسل الدماغ إشارات حسية خاطئة، فيشعر الشخص بأنه يرى أو يسمع أو يلمس أو يشم أو يتذوق شيئًا غير موجود، ومن أكثر أنواع الهلوسة شيوعًا سماع أصوات لا يسمعها الآخرون.
  • الأوهام: وهي معتقدات غير صحيحة يتمسك بها الشخص بقوة، رغم الأدلة الواضحة التي تنفيها، مثلًا، قد يعتقد المصاب أن هناك جهة خارجية تتحكم في أفكاره أو تصرفاته، وهذا يُعرف بأوهام السيطرة.
  • اضطراب التفكير (Disorganized thought): يعاني الشخص من صعوبة في تنظيم الأفكار والتعبير عنها بشكل منطقي، مما قد يؤدي إلى كلام غير مترابط أو غير مفهوم.
  • السلوك غير المنظم (Disorganized behavior): يكون سلوك الشخص غير طبيعي أو غير لائق للموقف.
  • الأعراض السلبية: تتمثل في تراجع أو فقدان الوظائف الطبيعية، على سبيل المثال، قد يتوقف الشخص عن إظهار المشاعر، أو يقتصر حديثه على كلمات محدودة، أو ينقطع عن الكلام كليًا.

أسباب الاضطراب الذهاني

السبب الدقيق للاضطرابات الذهانية لم يتم تحديده حتى الآن، ولكن يعتقد الباحثون أنها تنتج عن تفاعل عدة عوامل، مثل:
  • عوامل وراثية:
    • كيفية تطور الدماغ بمرور الوقت.
    • التعرض للتوتر أو الصدمات.
    • وجود أمراض جسدية أو نفسية، خاصة لدى كبار السن.
  • عوامل كيميائية:
    • يرجّح الباحثون أن الأعراض “الإيجابية” للذهان (مثل: الأوهام، والهلوسة، واضطراب التفكير والكلام، واضطراب الحركة) ترتبط بخلل في توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ المعروفة بالناقلات العصبية.
    • على سبيل المثال، قد يكون هناك زيادة في مستويات الدوبامين و الغلوتامات في جزء من الدماغ يُعرف بالمسار الميزوليمبي، والذي يُطلق عليه أحيانًا “مسار المكافأة” لأنه ينقل الدوبامين من الدماغ الأوسط إلى مقدمة الدماغ حيث تُتخذ القرارات.
    • وتشير بعض الدراسات إلى أن المصابين بالفصام قد يعانون أيضًا من اضطرابات في ناقلات عصبية أخرى، مثل: حمض غاما أمينوبيوتيريك (GABA) والأستيل كولين.

علاج الذهان

يعتمد علاج الذهان بشكل أساسي على السبب الكامن وراءه، ففي بعض الحالات قد يكون علاج هذا السبب كافيًا ولا يتطلب تدخلات إضافية. أما إذا كان الذهان يحتاج إلى علاج مباشر، فهناك عدة خيارات متاحة، منها:
  • الأدوية: تُعد مضادات الذهان الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا، وقد تُستخدم إلى جانبها أدوية أخرى مثل: مضادات الاكتئاب أو الليثيوم حسب الحالة.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد هذا النوع من العلاج النفسي في التعامل مع بعض الاضطرابات النفسية التي قد تسبّب الذهان أو تزيد من حدّته.
  • العلاج الداخلي: في الحالات الشديدة التي يكون فيها الشخص معرضًا للخطر أو يشكّل خطرًا على الآخرين، قد تستدعي الحالة التنويم في مستشفى أو مركز مختص.
  • برامج الدعم والرعاية: كثير من المصابين بالذهان يعانون أيضًا من مشكلات مثل: الإدمان أو اضطرابات الشخصية، تساعد برامج الدعم الاجتماعي والأسري والمهني في تقليل أثر الذهان وتحسين القدرة على إدارة الحالة والعودة إلى نمط حياة مستقر.

علامات الشفاء من الذهان

الشفاء من الذهان هو عملية تدريجية تختلف من شخص لآخر، وقد تشمل علامات التحسن والشفاء ما يلي:
  •  انخفاض الأعراض: تراجع الهلوسة والأوهام والتفكير غير المنظم.
  • الالتزام بالعلاج: انتظام في تناول الأدوية يؤدي إلى استقرار الحالة.
  • تحسن التفكير: زيادة التركيز والذاكرة والقدرة على حل المشكلات.
  • الاستقرار الوظيفي أو الدراسي: الحفاظ على الوظيفة أو مواصلة التعليم.
  • تحسن العلاقات: تواصل اجتماعي أفضل وعلاقات صحية.
  • الاعتناء بالنفس: انتظام في النظافة والروتين اليومي.
  • الدعم النفسي: المشاركة في مجموعات الدعم والعلاج.
  • جودة الحياة: شعور أكبر بالرضا والهدف.
  • الوقاية من الانتكاس: القدرة على التعرف المبكر على العلامات التحذيرية.
  • المرونة النفسية: التكيف مع التحديات والضغوط.
  • الثقة بالنفس: الشعور بالتحسن والعودة للذات.
  • الاستقلال: العودة للحياة الطبيعية، والعمل أو الدراسة، وتحقيق الاعتماد على النفس.
إن فهم الفرق بين العصاب والذهان يهدف إلى توفير الرعاية الصحية الأمثل لكل فرد يعاني من هذه الحالات النفسية، إذا كنت بحاجة إلى المساعدة لا تتردد في حجز موعدك في مركز بداية للطب النفسي.  

المصادر:

شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

٣ تمارين لعلاج الوسواس ...

تمارين لعلاج الوسواس القهري، يمكن أن تسيطر تلك الأفكار والوساوس على حياتك وتحول حياتك فجأة إلى جحيم، ولكن هناك بعض ...

اقرأ المزيد
image

ما هو ميرتازابين Mirtazapine ...

ميرتازابين (Mirtazapine) هو دواء يستخدم في علاج اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب. يعتبر ميرتازابين من فئة مضادات الاكتئاب، ولكنه يختلف عن ...

اقرأ المزيد
image

تعرف على الاكتئاب الهوسي ...

هل سبق لك أن شعرت بتقلبات مزاجية حادة، تنتقل بين قمة النشاط والسعادة الغامرة إلى قاع الحزن واليأس؟ هذه التقلبات ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *