في عصرنا الحالي أصبحت ضغوطات العمل تحديًا يواجهه الكثير من الناس بشكل يومي، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والصحة النفسية والجسدية للأفراد، قد تحدث ضغوطات العمل نتيجة لعدة أسباب مثل: المهام المتزايدة، وضيق الوقت، أو حتى بيئة العمل غير الداعمة، ولكن هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها للتغلب على هذه المشكلة، تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن ضغوطات العمل وكيف يمكنك التعامل معها.
ما هي ضغوطات العمل؟
- على الرغم من أن العمل بحد ذاته يمكن أن يكون مفيدًا للصحة النفسية من خلال تعزيز الشعور بالإنجاز وتقوية العلاقات الاجتماعية، إلا أن الضغوطات المفرطة أو المتكررة قد تؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر سلبًا على الفرد مهنيًا وشخصيًا.
- تُعرف ضغوطات العمل بأنها استجابة سلبية تظهر لدى الأفراد عندما يواجهون ضغوطًا شديدة أو مطالب تفوق قدرتهم على التحمل، وتعتبر مشكلة الضغوطات المرتبطة بالعمل مشكلة عالمية متزايدة، تؤثر سلبًا على صحة الموظفين ورفاهيتهم، كما تُلحق أيضًا أضرارًا بإنتاجية المؤسسات وأدائها العام.
- يظهر هذا النوع من التوتر عندما تتجاوز متطلبات الوظيفة (مثل: طول ساعات العمل، أو المسؤوليات المتزايدة، أو التغييرات المتكررة) قدرة الموظف على التأقلم، وتختلف استجابة الأفراد لهذه الضغوطات، فقد يعتبرها البعض حافزًا للآداء بينما قد يجدها آخرون مرهقة ومحبطة.
- من المهم أن يعمل أصحاب العمل على مواءمة متطلبات الوظيفة مع قدرات الموظفين، وذلك من خلال توفير التدريب والدعم والتخطيط المناسب، كما يجب تقييم ستة عناصر رئيسية في بيئة العمل تُؤثر على مستويات التوتر، وهي:
- المتطلبات.
- التحكم.
- الدعم.
- العلاقات.
- الدور.
- التغيير.
إدارة هذه العناصر بفعالية تُساهم في تقليل التوتر وتعزيز بيئة عمل صحية وآمنة، مما يعود بالنفع على الموظفين والمؤسسات على حد سواء.

ما هي ضغوطات العمل
أسباب ضغوط العمل
تحدث الضغوطات في بيئة العمل نتيجةً لعدة عوامل، خاصةً إذا لم تُدار بشكل صحيح، من أبرز هذه العوامل ما يلي:
- ارتفاع المتطلبات أو تضاربها، مما يرهق الموظف ويزيد من الضغوط اليومية.
- ضعف السيطرة على طريقة أو توقيت آداء العمل، أو عدم المشاركة في اتخاذ القرارات.
- قلة الدعم والمساندة من المديرين والزملاء، سواء بالمعلومات أو التشجيع.
- الصراعات في بيئة العمل أو التعرض للتنمر أو التحرش، خصوصًا إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال.
- بيئة العمل غير المريحة، سواء بسبب الضوضاء أو الحرارة أو البرودة أو سوء التهوية.
- عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات، مما يخلق حالة من الارتباك والضغط النفسي.
- غياب التقدير للجهود المبذولة، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وفقدان الحافز.
- التغيير داخل المؤسسة، وما يرافقه من قلق أو مقاومة، خاصةً عند عدم إشراك الموظفين بشكل كافٍ في هذه التغييرات.
- نقص المهارات أو التدريب المناسب لآداء المهام المطلوبة، مما يزيد من مشاعر القلق وعدم الكفاءة.
- ضعف الثقة داخل الفريق وعدم القدرة على التعبير عن المخاوف أو المشكلات.
تختلف استجابة الأفراد للتوتر بناءً على عوامل مثل:
- العمر.
- الخبرة.
- المهارات.
- الحالة الصحية أو النفسية.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل: القلق أو الاكتئاب قد يحتاجون إلى دعم إضافي، وعلى أصحاب العمل التزام قانوني بعدم تعريض صحتهم النفسية لمزيد من الأذى.
أعراض ضغوط العمل التي لا يجب تجاهلها
يمكن لضغوط العمل أن تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والسلوكية للموظف، وتختلف الأعراض من شخص لآخر حسب الشخصية وطريقة التعامل مع التوتر.
الأعراض الجسدية
- الشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الطاقة.
- الصداع وآلام العضلات.
- خفقان القلب أو آلام وضيق في الصدر.
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل: الإسهال، أو الإمساك أو عسر الهضم.
- اضطرابات النوم، مثل: الأرق أو صعوبة الاستغراق في النوم.
- اضطرابات جلدية أو مشاكل صحية جنسية.
- تغير في الوزن (زيادة أو نقصان).
- الشعور بالغثيان.
الأعراض النفسية أو العاطفية
- الاكتئاب والقلق والإحباط.
- سرعة الغضب والانفعال أو الميل إلى البكاء بسهولة.
- فقدان الدافع أو الحماس تجاه العمل.
- صعوبة التركيز وضعف القدرة على اتخاذ القرارات.
- التشاؤم والشعور بعدم القدرة على التأقلم.
- تقلبات المزاج والشعور بالإرهاق الذهني.
- فقدان الثقة بالنفس أو بالقدرة على أداء العمل.
الأعراض السلوكية
- زيادة الغياب أو الإجازات المرضية.
- العزلة الاجتماعية والانسحاب من المحيطين.
- ضعف الآداء الوظيفي وقلة الإبداع والمبادرة.
- الإفراط أو التقليل في الأكل.
- اللجوء إلى التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي مواد ضارة كمحاولة للتكيف مع الضغط.
- العدوانية، وضعف تحمل الضغوط، وتقلب المزاج بشكل ملحوظ.
رصد أعراض ضغوط العمل مبكرًا ضروري لتجنب تفاقمها، فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالتوتر أحيانًا، لكن إذا أصبحت الأعراض متكررة وأثرت سلبًا على صحتك الجسدية أو النفسية، فقد حان الوقت لطلب الدعم واتخاذ خطوات لتحسين الوضع.
الفرق بين ضغط العمل الإيجابي والسلبي
ضغط العمل الإيجابي (Eustress) وضغط العمل السلبي (Distress) يختلفان في تأثيرهما على الآداء والصحة النفسية:
- ضغط العمل الإيجابي (Eustress):
- يكون غالبًا مصدره تحديات مشجعة مثل بدء مشروع جديد أو تحقيق هدف واضح.
- له تأثير إيجابي على الشخص، إذ أنه يعزز الآداء، يرفع الحماس، ويمنح شعوراً بالإنجاز.
- مثال: الحصول على ترقية أو اكتساب مهارة جديدة.
- ضغط العمل السلبي (Distress):
- يكون مصدره متطلبات تفوق القدرة على التحمل، كالإجهاد الناتج عن عبء العمل الكبير أو بيئة العمل السامة.
- له تأثيره سلبي على الشخص، إذ أنه يؤدي إلى القلق والإرهاق، وقد يتسبب بمشكلات صحية مثل: الاكتئاب أو اضطرابات النوم.
- مثال: مواعيد تسليم ضاغطة أو خلافات مستمرة مع الزملاء.
الضغط الإيجابي عادةً يكون مؤقت ويحفز على الإنجاز، أما الضغط السلبي فغالباً ما يكون مستمراً ويؤثر سلباً على الآداء.

الفرق بين ضغط العمل الإيجابي والسلبي
استراتيجيات فعالة للتعامل مع ضغوطات العمل اليومية
إدارة ضغوطات العمل هي أمر ضروري للحفاظ على الصحة النفسية وجودة الحياة، تختلف الاستراتيجيات المناسبة بحسب طبيعة وظيفة الشخص وظروفه الشخصية، إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك، اختر ما يناسبك منها:
- تجنب القيام بعدة مهام مرهقة في وقت واحد.
- خصص فترات راحة خلال يوم العمل.
- حاول الالتزام بساعات عمل مرنة وتجنب العمل الإضافي قدر الإمكان.
- لا تصطحب العمل معك إلى المنزل، وامتنع عن الرد على مكالمات ورسائل العمل خارج الدوام.
- احرص على أخذ إجازات منتظمة، وخصص وقتًا لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل: قضاء الوقت مع العائلة أو ممارسة هواية مفضلة أو الرياضة.
- نظم مهامك ورتبها حسب الأولوية، وقم بإنجاز الأعمال الصعبة عندما تكون في ذروة نشاطك، مثل فترة الصباح.
- اعتنِ بصحتك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- خصص وقتًا أسبوعيًا للاسترخاء والراحة، وفكر في ممارسة التأمل أو تقنيات اليقظة الذهنية.
- تجنب اللجوء إلى الكحول أو التدخين كوسيلة لتخفيف التوتر، فهذه العادات قد تزيد من مشاكلك الصحية.
ماذا تفعل إذا استمر شعورك بالضغط والتوتر؟
إذا لم تنجح هذه الأساليب وظل التوتر يؤثر عليك سلبًا، فقد تحتاج إلى طلب المساعدة:
- تحدث مع شخص تثق به سواء في حياتك المهنية أو الشخصية.
- ناقش مخاوفك مع صاحب العمل أو مدير الموارد البشرية.
- تحقق مما إذا كان مكان عملك يوفر برنامج مساعدة الموظفين (EAP)، إذ يقدم هذا البرنامج استشارات ودعمًا نفسيًا عادةً دون تكلفة.
- استشر طبيبك العام، الذي يمكنه مناقشة خيارات العلاج معك، ورغم عدم وجود دواء مباشر لعلاج التوتر، إلا أن هناك أدوية للمشكلات المصاحبة له، مثل الاكتئاب قد يصفها لك عند الحاجة.
متى تفكر في تغيير العمل؟
إذا استمرت مشكلات ضغط العمل رغم كل الجهود المبذولة، فقد يكون من المفيد التفكير في تغيير وظيفتك أو مسارك المهني، مع الاستعانة بمستشار مهني أو أخصائي نفسي للحصول على التوجيه المناسب.
متى يجب طلب المساعدة أو استشارة أخصائي نفسي؟
يمكن أن يساعدك اتخاذ خطوات لتغيير بيئة عملك وتعزيز مرونتك النفسية بشكل كبير في التعامل مع ضغوطات العمل، ولكن إذا استمر شعورك بالضغط والتوتر أو بدأ يؤثر سلبًا على صحتك النفسية، فقد تحتاج إلى استشارة مختص.
سيتحدث معك الطبيب أو الأخصائي النفسي حول طرق إدارة التوتر، ويعرض عليك الخيارات العلاجية المتاحة، ورغم عدم وجود أدوية مخصصة لعلاج التوتر نفسه، إلا أن هناك أدوية يمكن أن تخفف من المشكلات المرتبطة به مثل: الاكتئاب، وقد يصف لك الطبيب إحداها إذا لزم الأمر.
العلاج بالكلام
- يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أبرز أنواع العلاج بالكلام، إذ أنه يساعد على التعامل مع القلق والتوتر.
- يركز هذا العلاج على طريقة استجابة الشخص للمواقف الصعبة، ويهدف إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبي.
- في بعض الأحيان بدلاً من الجلسات المباشرة، قد يوفر لك الطبيب موارد علاجية عبر الإنترنت لتستخدمها في الوقت الذي يناسبك.
العلاجات التكميلية
- تشمل العلاجات التكميلية تقنيات مثل: العلاج بالفن وتجربتها قد تساعدك على الاسترخاء والشعور بالتحسن.
المصادر:
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *