تؤثر ضغوطات الحياة الصعبة التي نعيشها مؤخرًا في إصابة كثير من الأشخاص بالأزمات النفسية، وقد نلاحظ ظهور علامات المرض النفسي على الكبار والأطفال أيضًا.

لذلك نناقش في هذا المقال أسباب المرض النفسي وأعراضه ونتطرق أيضًا إلى كيفية علاجه. 

أسباب الأمراض النفسية وعلامات المرض النفسي

تؤثر مجموعة من العوامل في الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، ومنها:

الوراثة

أثبتت الأبحاث أن تاريخ العائلة الجيني يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية، مثل: اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد.

المشكلات الصحية

قد يزداد خطر الإصابة بالمرض النفسي، مثل: الاكتئاب أو القلق بسبب بعض المشكلات الصحية الجسدية، مثل: السرطان أو داء السكري أو الألم المزمن.

الضغوط الاجتماعية والاقتصادية

تؤثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية، مثل: المشكلات المادية أو البطالة في زيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية.

تجارب الحياة

تساهم أحداث الحياة المجهدة أو الصدمات المؤلمة، مثل: فقدان شخص عزيز في تطور علامات المرض النفسي.

عوامل بيولوجية

تلعب كيمياء المخ دورًا رئيسيًا في الإصابة بالأمراض النفسية؛ نتيجة عدم التوازن في الناقلات العصبية داخل المخ.

أنواع الأمراض النفسية

تعد أكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعًا ما يلي:

اضطرابات القلق (Anxiety disorders)

تعد اضطرابات القلق أكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعًا، وتعرف بأنها قلق غير متناسب يعطل الحياة اليومية، وتتضمن أعراض اضطرابات القلق ما يلي:

• الأرق.
• توتر العضلات.
• النوم المتقطع.
• التعب الشديد.
• القلق المفرط عند مواجهة المواقف اليومية أو القلق دون سبب إطلاقًا.

وتتضمن أمثلة اضطرابات القلق ما يلي:

اضطرابات الهلع (Panic disorders)

يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الهلع نوبات هلع مفاجئة، والتي تتضمن شعور مفاجئ بالرعب الشديد.

الرهاب (Phobias)

تتعدد أنواع الرهاب المختلفة، على سبيل المثال:

1. الرهاب البسيط: وهو خوف غير متناسب من أشياء أو حيوانات معينة، مثل الخوف من العناكب.
2. الرهاب الاجتماعي: وهو الخوف من التعرض لحكم الآخرين ويتجنب الأشخاص المصابون به المواقف الاجتماعية.
3. الرهاب من الأماكن المغلقة: ويشير إلى الخوف من المواقف التي يصعب الهروب منها، مثل: الركوب في مصعد أو قطار متحرك.

اضطراب الوسواس القهري (OCD)

يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أفكارًا مستمرة ومرهقة للقيام بأعمال متكررة، مثل: غسل اليدين باستمرار.

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يحدث اضطراب ما بعد الصدمة؛ نتيجة تعرض الشخص لحدث مرهق أو صادم، مما يجعله يشعر بالخوف وعدم السيطرة على حياته.

اضطرابات المزاج (Mood disorders)

تتضمن أمثلة اضطرابات المزاج (الاكتئاب) ما يلي:

الاكتئاب الشديد (Major depression)

يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب الشديد مزاج متدني مستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة والأحداث التي كانت ممتعة سابقًا، وفترات طويلة من الحزن الشديد.

الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder)

يعاني الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب تغيرات في الحالة المزاجية، ومستويات الطاقة والنشاط والقدرة على الاستمرار في الحياة اليومية.

الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal affective disorder)

تظهر أعراض الاكتئاب الموسمي في خلال أشهر الخريف والشتاء وأوائل الربيع.

اضطرابات الفصام (Schizophrenia disorders)

تشمل أعراض اضطراب الفصام ما يلي:

• الأوهام والهلاوس.
• اضطرابات التفكير.
• الانسحاب الاجتماعي.
• انخفاض الطاقة.
• تغيرات في المزاج.

علامات المرض النفسي الشائعة

يتميز كل اضطراب نفسي بمجموعة من الأعراض المختلفة، لكن قد تظهر بعض الأعراض الشائعة التي تنذر بضرورة طلب المساعدة، وتشمل ما يأتي:

• الشعور بالحزن والتوتر فترة أطول من المعتاد.
• الانسحاب من المواقف الاجتماعية مع الأصدقاء أو العائلة.
• فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة سابقًا.
• اضطرابات النوم، مثل: النوم كثيرًا أو قليلًا جدًا.
• اضطرابات الشهية، مثل: الإفراط في الأكل أو قلة الأكل.
• تغيرات في الدافع الجنسي.
• تغيرات في المزاج وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
• تجاهل العناية الشخصية.
• عدم القدرة على إكمال المهام اليومية، مثل: الدراسة أو العمل.
• مخاوف غير متناسبة مع الموقف.
• أفكار مشوشة لا تتماشى مع الواقع.
• صعوبة التركيز ومشكلات الذاكرة.
• الغضب المفرط والشعور باليأس.
• هلاوس سمعية أو بصرية.
• عديد من الأمراض الجسدية التي لا تستجيب للعلاج.
• التفكير في الانتحار.

علامات المرض النفسي عند الأطفال

يعاني الأطفال نفس علامات المرض النفسي عند البالغون، بالإضافة إلى بعض العلامات الأخرى، مثل:

• انخفاض مستواهم الدراسي.
• السلوك العدواني.
• كوابيس متكررة.
• تكرار نوبات الغضب.
• زيادة الحساسية للأصوات أو الروائح أو اللمس.

علاج المرض النفسي

تتعدد خيارات علاج علامات المرض النفسي، لكن ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لشخص آخر، لذلك يحدد الطبيب احتياجات كل مريض ويزوده بالعلاج المناسب.

وتشمل العلاجات ما يلي:

العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي الشخص على فهم جذور مرضه النفسي، وتحديد أنماط تفكير صحية تدعم الحياة اليومية وتقلل من مخاطر العزلة وإيذاء النفس.

ويشمل ما يلي:

• العلاج السلوكي المعرفي.
• العلاج بالتعرض.
• العلاج السلوكي الجدلي.

الأدوية

يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تحسين أعراض المرض النفسي واستئناف التفاعل الاجتماعي وروتين الحياة اليومية، مثل: 

• مضادات الاكتئاب.
• مضادات الذهان.
• الأدوية المزيلة للقلق.

تغيير نمط الحياة

يحتاج الشخص المصاب بالمرض النفسي إجراء تغييرات على أسلوب حياته للمساعدة على الشفاء والتعافي، على سبيل المثال:

• تناول نظام غذائي متوازن.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق أو اليوجا أو التأمل.
• قضاء بعض الوقت بعيدًا عن العمل أو مشكلات العلاقات الشخصية التي تسبب الضرر النفسي.
• طلب الدعم والمساعدة من المقربين.

ختامًا، قد يكون التعايش مع علامات المرض النفسي أمرًا صعبًا للغاية، إذ تؤثر في حياة الشخص المصاب وحياة المحيطين به.

لذلك إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تشك في الإصابة بمرض نفسي، لا تتردد في التواصل مع الطبيب النفسي لبدأ خطوات العلاج وسرعة التعافي.

كتب المقال: د.هبة الحبشي

Sources

1. Medicalnewstoday
2. Verywellmind
3. webmd