ماهي الأمراض النفسية الوراثية؟ أسبابها وكيفية علاجها ؟ تٌعد الأمراض النفسية الوراثية أنها عبارة عن الحالات التي للعوامل الوراثية والجينات دور هام في l تطويرها. على سبيل المثال الاضطرابات النفسية مثل مرض الفصام ومرض التوحد. حيث يتم تناقل تلك الأمراض بين كل جيل إلى الجيل الآخر من خلال عملية الإنجاب. في المقال التالي سوف نتعرف سويًا على ما هي الأمراض النفسية الوراثية؟ أسبابها وكيفية علاجها؟
ماهي الأمراض النفسية؟
تٌعرف الأمراض النفسية بأنها أمراض تتسبب في خلل في النواقل العصبية والمخ. مما يتسبب في تغير جذري ملحوظ في السلوك والتصرفات. كما يوجد العديد من الأنواع المختلفة من الأمراض النفسية منها ما يمكن علاجه ويتسبب في تغيرات متفاوتة الشدة مثل الاكتئاب واضطرابات القلق. ومنها ما قد يتسبب في فقدان المريض أهليته مثل الجنون/ الفصام واضطراب ثنائي القطب. كذلك تشمل الأمراض النفسية عدة أنواع يمكن تقسيمها بشكل جزئي إلى: أمراض اضطرابات نفسية للمزاج مثل القلق، الوسواس القهري والاكتئاب. كما يوجد أمراض الاضطراب في الشخصية مثل الشخصية الحدية والشخص النرجسي. كذلك يوجد اضطرابات النوم واضطرابات الطعام.
تذكر أن كل تلك الأمثلة لا يتم تشخيصها سوى من خلال الطبيب المختص ويجب أن يتعرض المريض للعلاج بتشجيع ودعم من الأهل والأصدقاء.
أسباب الأمراض النفسية:
يوجد العديد من الأسباب والعوامل وراء الإصابة بالأمراض النفسية الوراثية المختلفة. إليكم بعض الأمثلة منها:
- يأتي في المقام الأول العوامل الوراثية حيث قد ينتقل الجين الحامل للمرض النفسي من الأب أو الأم إلى الطفل وتظهر تلك الأمراض مع التقدم في العمر.
- كما قد تتسبب العوامل البيولوجية في التعرض لخطر الأمراض النفسية. حيث يحدث تغير في المواد الكيميائية والنواقل العصبية في المخ والجهاز العصبي. أهم تلك النواقل هو السيروتونين والدوبامين “هرمونات السعادة” والتي بدونها يحدث اكتئاب وقلق مفرط.
- كذلك للعوامل البيئية والنشأة والطفولة دور هام لا يقل في أهميته عن العوامل السابقة.
- التجارب الحياتية الصعبة وتعرض الإنسان لمواقف أليمة مثل حالات الوفاة/ فقدان أشخاص وفقدان الوظيفة.
- أيضًا نمط التفكير وطبيعة الشخصية قد تؤثر على استجابة الشخص للعوامل والأمراض النفسية.
أعراض الأمراض النفسية:
يوجد بعض الأعراض التي عند ظهورها يجب التوجه السريع للطبيب من أجل التشخيص وتلقي العلاج المناسب. إليكم بعض الأمثلة على تلك الأعراض:
- التغيرات المزاجية حيث يكون المريض يميل كثيرًا نحو الاكتئاب والشعور بالحزن والرغبة في العزلة.
- أيضًا زيادة القلق الذي قد يصل إلى حد القلق المٌفرِط والتوتر الشديد.
- اضطرابات الطعام والتي تختلف باختلاف الحالة الصحية فقد تزيد الشهية أو تنعدم.
- مما يترتب عليه اختلاف وتغير الوزن بشكل ملحوظ وفية وقت سريع.
- قد يكون المريض مصاب بالوسواس القهري التفكير الغير منطقي والتردد في الآراء
- الرغبة في جعل كل شئ مثالي بشكل زائد عن الحد الطبيعي مثل مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية – وهذا غير مرض الوسواس القهري – لقلق.
- كذلك تكون المشاعر حادة سواء في الحزن أو الفرح مثلما يحدث لدى مرض اضطراب الشخصية الحدية.
أنواع الأمراض النفسية:
أنواع الأمراض النفسية
يوجد الكثير من مختلف الأمراض النفسية حيث أن الطب النفسي بحر كبير وعلم هائل. تختلف الأنواع والأعراض المٌصاحبة لها باختلاف الحالة والتاريخ المرضي مما يتسبب في اختلاف طرق العلاج كذلك. تلك بعض الأمثلة على أنواع الأمراض النفسية المختلفة:
- الأمراض النفسية بسبب إدمان المواد الكيميائية مثل الهيروين والكوكايين أو الأدوية الخاصة بالجهاز العصبي.
- أيضًا أمراض إدمان تعاطي الكحول والتدخين.
- كما يوجد أمراض نفسية منذ الطفولة مثل التوحد ومرض فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- كذلك الأمراض المتعلقة باضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية/ النرجسية.
- أمراض المزاج والحالة النفسية مثل الاكتئاب والميول الانتحارية.
- أيضًا أمراض القلق.
- اضطرابات الطعام والتي غالبًا ما يكون للنشأة والطفولة دورٌ هام بها.
- وأخيرًا وليس آخرًا اضطرابات النوم مثل القلق والأرق.
الفصام:
الفصام من أشد الأمراض النفسية صعوبة في التعايش والعلاج ويجب التوجه الفوري لطبيب الأمراض النفسية والذي قد يأمر بانتقال الحالة إلى مركز صحي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة خاصة في المراحل الأولى من العلاج. حيث أنه يتسم بالانفصال التام عن الواقع والعيش في الوهم والتفكير الغير منطقي. كما أن الفصام قد يتسبب في تدمير الحالة الاجتماعية والحياة الخاصة بالمريض ما لم يحدث تدخل فوري للعلاج. تلك أمثلة على أعراض مرض الفصام:
- الهلاوس ورؤية أمور غير حقيقية تحدث فقط في خيال المريض.
- مثل سماع أصوات ورؤية أشخاص غير موجودة في أرض الواقع.
- كذلك يكون تفكير المريض غير منظم ومشتت
- إهمال العناية بالنظافة الشخصية.
- كما يصبح المريض أكثر عرضة للإحباط والحزن.
- الميول إلى أذي النفس وقد يصل الأمر إلى الإنتحار.
- انتكاس العلاقات الاجتماعية وانعدام التفاعل مع الآخرين في بعض الأحيان.
الاضطراب ثنائي القطب:
له اسم آخر وهو مرض اكتئاب ثنائي القطب. حيث يصبح الشخص له ميول حادة في الحالة النفسية بين الحزن حد الاكتئاب والفرح حد الهوس والإفراط والمبالغة في السعادة. فيما يعرف بالتأرجح بين المرحلة الانخفاضية والمرحلة الارتفاعية. تلك الأعراض والسمات المٌصاحِبة لمرض اضطراب ثنائي القطب:
سمات المرحلة الانخفاضية:
- الشعور بالفراغ والخواء الداخلي.
- الحزن العميق الذي يصل للاكتئاب.
- فقدان الشغف تجاه الأنشطة اليومية المختلفة.
- التعب والكسل بشكل مبالغ به وملحوظ.
- كما يحدث اضطرابات في النوم والشهية.
- انخفاض شديد في التركيز والانتباه لدى المريض.
- انخفاض القيمة الذاتية والتفكير في الانتحار في بعض الأحيان.
سمات المرحلة الارتفاعية:
- زيادة مفرطة في النشاط والطاقة.
- قلة الرغبة والاحتياج للنوم.
- زيادة النشاط في الجسم والمخ.
- أيضًا تحدث صعوبة في التركيز.
- التطرف في الانفعالات من قلق وغضب أو توتر.
- كذلك الميل لإتخاذ القرارات الانفعالية.
- قد يٌصاحب الحالة سلوك جنسي غير مسؤول.
الاضطراب الاكتئابي الحاد:
هو حالة شديدة من الاكتئاب تتسم بالتقلبات المزاجية المضطربة وأعراض جسدية نفسية حادة. نذكر أن تلك ك الحالة هي الأشد خطورة من حالات مرض الاكتئاب والتي يجب التدخل الطبي الفوري بها. تلك الأعراض والسمات الغالبة على مريض الاضطراب الاكتئابي الحاد:
- حزن عميق شديد ومستمر لفترات طويلة.
- مما يتسبب في فقدان الشغف والرغبة في الأنشطة اليومية المتنوعة.
- كذلك يٌصاحبه اضطراب في النوم والشهية وبالتالي تغيرات سريعة في الوزن.
- تعب وخمول شديد للغاية.
- تكرار الشعور بالذنب ولوم الذات.
- الميل للعزلة وتجنب الأنشطة الاجتماعية.
- قد يصل اليأس بالمريض إلى الرغبة في إيذاء نفسه وإنهاء حياته.
طيف التوحد:
اضطراب يظهر منذ الطفولة يؤثر على طريقة تفاعل العقل مع المجتمع والعالم الخارجي. حيث أن المريض لا يفهم الأمور المختلفة والمتنوعة مثل المزاح والتلميحات او لغات الجسد بل يجب التعامل معه بشكل صريح ومباشر. كما يميل إلى العزلة والروتين بشكل يومي لا يتحمله الآخرون.
مما يجعله يفقد قدرته على التواصل الاجتماعي الطبيعي ويتعرض لنوبات غضب عند محاولة الخروج من هذا الروتين ويكون أكثر حساسية وله اهتمامات ضيقة للغاية. يجب علينا فهم أن المريض له طبيعة خاصة ومعاملة مختلفة خاصة في بداية رحلة العلاج.
لذا لا تتردد في أخذ الطفل أو المريض إلى الطبيب من أجل تلقي النصيحة الطبية وبدء الرحلة في وقت مبكر يكون أفضل لكل الأطراف.
فرط الحركة ونقص الانتباه:
والذي اشتهر الآونة الأخيرة بإسمه باللغة الأجنبية واختصاره ADHD.
هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يتسبب في صعوبة بالغة في تركيز المريض خاصة عند تعرضه لعدة أحداث أو أمور في ذات الوقت. يٌصاحبه في ذات الوقت زيادة في الحركة بشكل مفرط ومرهق لمن حوله.
من أكثر سمات هذا الاضطراب النفسي هو تأثيره على الأنشطة الاجتماعية خاصة للطفل في مرحلته الدراسية. عادةً ما يتم تشخيص تلك الحالة الصحية منذ الطفولة وتختلف حدتها وشدتها من مريض لآخر طبقًا لظروف نشأته وتربيته وطبيعة شخصيته أيضًا.
لذا فإن اللجوء لاستشاري أمراض نفسية سوف يكون الحل الأمثل.
علاج الأمراض النفسية الوراثية:
علاج الأمراض النفسية الوراثية
تعتمد رحلة العلاج على العديد من العوامل. على سبيل المثال وليس الحصر:
- السن ونوع المريض.
- النشأة والبيئة المٌحيطة به.
- طبيعة شخصيته وإرادته والرغبة في تلقي العلاج.
- المرض النفسي والمدى الذي قد وصل إليه.
- كذلك الأعراض وسمات هذا المرض ومدى قوتها.
لذا فإن علاج الاضطرابات النفسية خاصة تلك المرتبطة بالجينات أمر لا يحدده سواء الطبيب المختص بعد جلسة وعدة جلسات أيضًا مع أخذ التاريخ المرضي لتلك الحالة.
وبسبب هذا الاختلاف يجب على المريض التوجه للطبيب النفسي وطلب الدعم من الدائرة المحيطة به لمنحه القوة والصلابة النفسية لتلك الرحلة التي قد تكون شاقة وطويلة. والتي قد يٌصاحبها تلقي علاجات عصبية في بعض الأحيان أيضًا.
في نهاية المقال نٌذكِر بأن العلاج النفسي ليس رفاهية. فكل الأفراد يحتاجون للرعاية النفسية بشكل أو بآخر وجميعنا نحتاج إلى الدعم وتلقي العلاج النفسي بنفس قدر أهمية العلاج الجسدي. لذلك لا تهمل جلسات الإرشاد النفسي والتزم بنصائح طبيبك المٌعالِج في مركز بداية. متمنين الشفاء لكل مرضى الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *