image image

ما هو اضطراب الشخصية المازوخية؟ الأسباب وطرق العلاج - مركز بداية

ما هو اضطراب الشخصية المازوخية؟ الأسباب وطرق العلاج

image
اضطراب الشخصية المازوخية هو نمط نفسي يتميز بتفضيل الشخص للمعاناة النفسية أو الجسدية بشكل متكرر، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو في التفاعل مع الآخرين. يميل الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى البحث عن المواقف التي تسبب لهم الإحباط أو الألم، وقد يرفضون المساعدة أو يحبطون جهود الآخرين لتحسين ظروفهم. يُعتقد أن هذا النمط قد يرتبط بتجارب سابقة من الإهمال أو الإساءة، مما يدفعهم إلى تطوير هذا السلوك كوسيلة للتعامل مع الألم. يتطلب هذا الاضطراب فهماً عميقاً ودعماً متخصصاً للتعامل معه بشكل فعال وتحسين نوعية الحياة. إليكم المقال الآتي حول ما هو اضطراب الشخصية المازوخية؟ الأسباب وطرق العلاج.  

ما هي الشخصية المازوخية؟

ما هي الشخصية المازوخية

ما هي الشخصية المازوخية

الشخصية المازوخية تُعرف بأنها نمط سلوكي يميل فيه الفرد إلى السعي إلى المعاناة، سواء كانت جسدية أو نفسية، عن وعي أو دون وعي. يتميز الأشخاص الذين يعانون من هذا النمط بالرغبة في تحمل الألم أو الإحباط في علاقاتهم الشخصية، وغالباً ما يضعون أنفسهم في مواقف تضرهم بدلاً من البحث عن حلول لتحسين أوضاعهم. يظهر هذا النمط في بعض الأحيان على شكل رفض للمساعدة أو تجاهل للفرص التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة حياتهم، مما يجعل من الصعب على الآخرين فهم دوافعهم أو التعامل معهم. على الرغم من أن أسباب الشخصية المازوخية قد تختلف من شخص لآخر، إلا أنها غالباً ما ترتبط بتجارب مؤلمة أو مشاعر عميقة من الشعور بعدم القيمة أو الذنب. قد يكون هذا النمط نتيجة لتعرض الشخص للإساءة أو الإهمال في مراحل مبكرة من حياته، مما يؤدي إلى تطور اعتقاد داخلي بأنهم لا يستحقون السعادة أو الراحة. التعامل مع الشخصية المازوخية يتطلب فهماً عميقاً ورؤية شاملة للظروف النفسية والاجتماعية المحيطة بها، إضافة إلى تقديم دعم نفسي يساعد على معالجة الجذور العاطفية للسلوك.  

أنواع المازوخية:

المازوخية النفسية تُعد أحد الأنواع الأكثر شيوعاً، حيث يميل الشخص إلى البحث عن الألم النفسي بدلاً من الجسدي. يظهر هذا النوع في العلاقات الاجتماعية، حيث يضع الفرد نفسه في مواقف تعزز الإحساس بالذنب أو الإحباط. يمكن أن يتجلى هذا السلوك في العلاقات العاطفية السامة، أو من خلال اختيار شركاء يسيئون معاملته نفسياً بشكل مستمر. بينما المازوخية الجسدية تركز على السعي إلى الألم الجسدي كوسيلة للشعور بالتحكم أو للتخلص من مشاعر داخلية معينة. قد يقوم الأفراد الذين يعانون من هذا النوع بتعريض أنفسهم لإصابات جسدية متكررة أو ممارسات تسبب الألم كجزء من الروتين اليومي. يُلاحظ هذا السلوك غالباً في الحالات التي ترتبط بالرغبة في معاقبة الذات أو تهدئة التوتر الداخلي. المازوخية الجنسية ترتبط بالحصول على متعة جنسية من خلال الألم أو الإذلال، سواء كان ذلك بالاتفاق بين الطرفين في علاقة حميمة أو بممارسات فردية. هذا النوع شائع في سياقات معينة من العلاقات الجنسية ويتطلب اتفاقاً وتواصلاً واضحاً بين الشركاء لتجنب الأذى الجسدي أو النفسي. أيضًا المازوخية الاجتماعية تُعتبر شكلاً من أشكال السلوكيات التي يسعى فيها الشخص إلى الحصول على قبول اجتماعي أو اهتمام الآخرين من خلال التضحية المستمرة بالنفس. يمكن أن يظهر هذا النوع في العمل أو العلاقات الأسرية، حيث يتعمد الفرد العمل بشكل مفرط أو التضحية باحتياجاته الشخصية لإرضاء الآخرين، حتى وإن كان ذلك على حساب صحته وسعادته.  

أسباب المازوخية:

تعود أسباب المازوخية إلى مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية التي تتداخل لتشكيل هذا النمط السلوكي. أحد الأسباب الرئيسية هو التجارب المبكرة في الطفولة، مثل التعرض للإهمال أو الإساءة الجسدية أو النفسية، حيث يتعلم الطفل ربط الألم بالاهتمام أو الحب. قد يؤدي هذا إلى بناء اعتقاد داخلي بأن المعاناة جزء طبيعي من العلاقات الإنسانية، مما يدفع الشخص إلى السعي المتكرر للألم كوسيلة للشعور بالقبول أو التقدير. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب العوامل النفسية دوراً مهماً، مثل انخفاض تقدير الذات أو الشعور المستمر بالذنب. قد يطور الشخص شعوراً بأنه لا يستحق السعادة أو الراحة، مما يدفعه إلى معاقبة نفسه بشكل مستمر. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون العوامل البيولوجية، مثل اختلال في كيمياء الدماغ أو الهرمونات المرتبطة بالمكافأة والألم، جزءاً من الصورة. كما قد تسهم القيم الثقافية أو الضغوط الاجتماعية في تعميق هذا السلوك، خاصةً إذا كان الفرد يعيش في بيئة تكرس التضحية بالنفس كوسيلة لإثبات القيمة أو الحصول على القبول الاجتماعي.  

صفات الشخصية المازوخية:

الشخصية المازوخية تتميز بعدد من الصفات التي تجعل صاحبها يميل إلى وضع نفسه في مواقف مؤلمة أو سلبية بشكل متكرر. من أبرز هذه الصفات هو الميل إلى التضحية المستمرة بالنفس، حيث يفضل الشخص تلبية احتياجات الآخرين على حساب نفسه، حتى وإن أدى ذلك إلى استنزاف طاقته أو إيذاء مشاعره. يظهر هذا السلوك في العلاقات العائلية أو العاطفية، حيث يسعى الفرد لإرضاء الآخرين بأي ثمن، غالباً دون انتظار مقابل. من الصفات الأخرى للشخصية المازوخية هو الإحساس المزمن بالذنب أو الشعور بعدم الاستحقاق. يميل هؤلاء الأشخاص إلى الاعتقاد بأنهم يستحقون المعاناة أو الألم، مما يجعلهم يقبلون بالإساءات من الآخرين أو يختارون شركاء يميلون إلى الإساءة لهم. كما قد يرفضون المساعدة أو الحلول الإيجابية، معتقدين أنهم لا يستحقون حياة خالية من المعاناة. كما تتميز هذه الشخصية بتكرار السلوكيات التي تؤدي إلى الإحباط أو الفشل. على الرغم من إدراكهم للنتائج السلبية، إلا أنهم يميلون إلى اتخاذ قرارات تُبقيهم في دائرة المعاناة. قد يظهر ذلك في اختيارهم وظائف مرهقة أو علاقات سامة، حيث يجدون في هذه المواقف نوعاً من الراحة النفسية المرتبطة بعاداتهم وسلوكياتهم السابقة.

صفات الرجل المازوخي:

الرجل المازوخي يتميز بمجموعة من الصفات التي تظهر في سلوكياته اليومية وعلاقاته مع الآخرين، خصوصاً في المواقف التي تتطلب القوة أو الثبات. غالباً ما يميل هذا الرجل إلى تحمل الألم أو الإهانة بشكل متكرر، سواء كان ذلك في العلاقات العاطفية أو المهنية، مما يجعله يبدو وكأنه يفضل المواقف التي تتسم بالمعاناة بدلاً من السعي لتحسين ظروفه أو الخروج من دائرة الألم. في العلاقات العاطفية، يظهر الرجل المازوخي ميلاً لتقبل الإساءة أو التقليل من شأنه من قِبل الشريك. قد يسعى إلى الدخول في علاقات مع شركاء يسيئون معاملته، إما لفظياً أو نفسياً، ويرى في ذلك وسيلة للتقرب أو لإثبات ولائه. يتميز أيضاً بالميل إلى إرضاء الشريك بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب سعادته أو راحته الشخصية، مما يجعله يبدو ضعيفاً أو تابعاً في العلاقة. على صعيد العمل أو الحياة الاجتماعية، يظهر الرجل المازوخي استعداداً للتضحية بنفسه وبوقته لتلبية احتياجات الآخرين. قد يتحمل أعباءً إضافية أو يعمل بشكل مفرط دون شكوى، حتى لو كان ذلك يؤثر سلباً على صحته الجسدية أو النفسية. هذا السلوك قد يجعله عرضة للاستغلال من قبل زملائه أو رؤسائه، حيث يفضل التضحية على مواجهة الصراعات أو الدفاع عن حقوقه. من الناحية النفسية، يعاني الرجل المازوخي غالباً من انخفاض تقدير الذات والشعور المستمر بعدم الاستحقاق. يتجلى هذا في ميله لرفض المساعدة أو الحلول التي قد تحسن من وضعه، حيث يشعر بأنه لا يستحق السعادة أو النجاح. قد يكون لديه أيضاً ميل إلى الشعور بالذنب المبالغ فيه، مما يدفعه إلى اتخاذ قرارات تزيد من معاناته بدلاً من البحث عن سبل لتحسين حياته.  

صفات المرأة المازوخية:

صفات المرأة المازوخية

صفات المرأة المازوخية

المرأة المازوخية تتميز بنمط سلوكي يميل إلى التضحية بالنفس بشكل مفرط، خاصة في العلاقات الشخصية والعاطفية. غالباً ما تضع احتياجات الآخرين فوق احتياجاتها، حتى لو كان ذلك على حساب راحتها وسعادتها. تميل إلى البقاء في علاقات سامة أو مؤذية، حيث تتحمل الإهانات أو الإساءة من الشريك دون محاولة تغيير الوضع، معتقدة أن هذا جزء من دورها أو وسيلة للحفاظ على العلاقة. كما أنها قد ترى في المعاناة وسيلة لإثبات الحب أو الولاء للطرف الآخر. من الناحية النفسية، تعاني المرأة المازوخية من انخفاض في تقدير الذات وشعور دائم بعدم الاستحقاق. غالباً ما تكون لديها رغبة مستمرة في إرضاء الآخرين بأي ثمن، مما يجعلها عرضة للاستغلال أو السيطرة. كما أنها تميل إلى الشعور بالذنب بشكل مبالغ فيه، خاصة عندما تحاول الاهتمام بنفسها أو تضع حدوداً مع الآخرين. هذا الشعور يدفعها إلى تجاهل احتياجاتها العاطفية والجسدية، ما يعزز دائرة المعاناة التي تعيشها.  

علاج الشخصية المازوخية:

علاج الشخصية المازوخية يتطلب نهجاً شاملاً يركز على الجوانب النفسية والسلوكية التي تعزز هذا النمط. يبدأ العلاج عادةً بالعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد الشخص على التعرف على الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالمازوخية والعمل على تغييرها. يهدف العلاج إلى تعزيز تقدير الذات وتعلم كيفية وضع حدود صحية في العلاقات. كما يساعد الشخص على تطوير مهارات التكيف مع المشاعر السلبية دون اللجوء إلى المعاناة أو التضحية بالنفس. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد استخدام العلاج الدوائي، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات مصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون مجموعات الدعم أو الاستشارات الجماعية مفيدة في توفير بيئة آمنة لتبادل التجارب وبناء علاقات صحية. يتطلب العلاج أيضاً فهم البيئة المحيطة بالفرد ومعالجة العوامل الاجتماعية أو الثقافية التي تعزز هذا السلوك، لضمان تحقيق تقدم مستدام وتحسين جودة الحياة.  

هل يمكن علاج المازوخية بدون طبيب؟

هذه المهمة وهي مهنة الطب النفسي تخضع خضوعا تاما لإشراف الطبيب ورحلة العلاج تكون تحت إشرافه فلا يمكن أن يكون علاج المازوخية بدون طبيب أمراً ممكناً والعلاج أيضا يحتاج إلى وعي الشخص بمشكلته ورغبته الصادقة في التغيير. ويتطلب ذلك من الشخص العمل على تحسين تقدير الذات وتغيير أنماط التفكير السلبية المرتبطة بالمعاناة. يمكنه البدء بتطوير مهارات جديدة، مثل وضع الحدود في العلاقات، والابتعاد عن الأشخاص الذين يستغلونه أو يعززون هذا السلوك. كما يمكن ممارسة التمارين النفسية التي تساعد على الاسترخاء وإدارة المشاعر بشكل صحي. مع ذلك، في الحالات الأكثر تعقيداً أو عندما تكون المازوخية مرتبطة بتجارب نفسية عميقة أو اضطرابات مصاحبة مثل الاكتئاب، نصبح في حالة أشد لتحقيق الشفاء مع التدخل طبي المتخصص. الطبيب أو المعالج النفسي يمكنه تقديم الدعم اللازم وتوجيه الشخص من خلال استراتيجيات مهنية تساعده على فهم جذور المشكلة وتجاوزها بشكل فعال ومستدام.  

المراجع:

 
شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

هل كثرة الكلام مرض ...

كثرة الكلام هي سلوك قد يُثير الفضول والتساؤل حول ما إذا كانت تعكس حالة نفسية أم مجرد سمة شخصية. في ...

اقرأ المزيد
image

ما هي التروما وكيف ...

الحياة مليئة بالكثير من التجارب التي قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، ولكل تجربة أثر نفسي يعود على الشخص سواءً ...

اقرأ المزيد
image

ما هو اضطراب كرب ...

اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية تحدث بعد تعرض الشخص لحدث صادم أو مؤلم، مثل الحروب أو ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *