ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة: الأعراض والأسباب

اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية تحدث بعد تعرض الشخص لحدث صادم أو مؤلم، مثل الحروب أو الحوادث أو الاعتداءات. يعاني الأشخاص المصابون بـ PTSD من أعراض مثل إعادة تجربة الحدث المؤلم عبر الذكريات المزعجة أو الكوابيس، والشعور بالقلق المفرط والتوتر، بالإضافة إلى تجنب المواقف أو الأماكن التي تذكرهم بالحادث. كما يعانون من اختلالات عاطفية، مثل الشعور بالعزلة وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تهمهم سابقًا. يمكن أن تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على حياة الفرد اليومية وعلاقاته الاجتماعية. يتضمن علاج PTSD العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض، بالإضافة إلى الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض. إليكم كافة التفاصيل حول ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة: الأعراض والأسباب.

ما هو كرب ما بعد الصدمة ؟

ما هو كرب ما بعد الصدمة

كرب ما بعد الصدمة (PTSD) هو اضطراب نفسي يحدث عندما يمر الشخص بتجربة صادمة أو مؤلمة، مثل التعرض لحرب، حادث، أو اعتداء. بعد الحادث، يعاني الشخص المصاب من صعوبة في تجاوز التجربة و يظهر عليه أعراض مثل استرجاع ذكريات الحدث المؤلم بشكل متكرر، سواء من خلال الأفكار أو الكوابيس، بالإضافة إلى القلق المستمر والتوتر الزائد. كما قد يبتعد الشخص عن الأماكن أو المواقف التي تذكره بالحادث، ويشعر بالعزلة أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا. يتطلب هذا الاضطراب علاجًا نفسيًا ودعماً متخصصًا لمساعدة الشخص على التكيف والشفاء.

أنواع اضطراب كرب مابعد الصدمة:

يتنوع اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD) في الأعراض والأشكال التي يمكن أن يظهر بها، وقد تختلف من شخص لآخر. من أبرز الأنواع الشائعة لهذا الاضطراب هو نوع “الصدمة الحادة”، الذي يحدث بعد تعرض الفرد لحدث صادم واحد أو تجربة مؤلمة شديدة، مثل الحوادث أو الحروب. يعاني المصابون بهذا النوع من اضطراب ما بعد الصدمة من ذكريات مقلقة أو كوابيس متكررة تتعلق بالحادث، إلى جانب شعور دائم بالخوف والقلق. هناك أيضًا نوع آخر يسمى “اضطراب كرب ما بعد الصدمة المزمن”، والذي يحدث عندما تستمر الأعراض لفترة طويلة بعد الحدث الصادم، عادة لمدة أكثر من ستة أشهر. في هذا النوع، يمكن أن يواجه الشخص صعوبة في التفاعل الاجتماعي، وقد يظهر مشاعر العزلة وعدم القدرة على الشعور بالسعادة أو الرضا في الأنشطة اليومية. تكون الأعراض أكثر تعقيدًا وتستمر لفترات أطول، مما يؤثر بشكل أكبر على قدرة الشخص على التأقلم. نوع آخر من اضطراب ما بعد الصدمة يُسمى “الصدمة المتعددة”، ويحدث عندما يتعرض الشخص لسلسلة من الأحداث الصادمة على مدار فترات زمنية طويلة، مثل العيش في مناطق نزاع أو التعرض للعديد من أشكال الاعتداء. يعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من اضطراب كرب ما بعد الصدمة من مشاعر متراكمة من القلق، والغضب، والاكتئاب، وصعوبة في السيطرة على المشاعر أو إدارة العلاقات الاجتماعية. أخيرًا، يوجد نوع يسمى “الصدمة الثانوية” التي يمكن أن تؤثر على الأفراد الذين يواجهون صدمات الآخرين، مثل الأطباء، المساعدين الاجتماعيين، أو أفراد العائلة الذين يعتنون بالناجين من الحوادث المأساوية. هؤلاء الأشخاص قد يعانون من أعراض مشابهة لل PTSD نتيجة تعرضهم لمشاهد أو تفاصيل مؤلمة تخص الآخرين، مما يساهم في تراكم الضغوط النفسية والخلل العاطفي.

أسباب اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصدمة، وتختلف من شخص لآخر. أحد الأسباب الرئيسية هو التعرض المباشر لحدث صادم، مثل الحروب، الحوادث الكبرى، أو الاعتداءات. هذه التجارب المؤلمة قد تترك أثرًا نفسيًا عميقًا، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المرتبطة بالاضطراب. كلما كانت التجربة أكثر عنفًا أو تهديدًا للحياة، زادت احتمالية الإصابة بـ PTSD. عوامل أخرى قد تسهم في ظهور هذا الاضطراب تشمل التوترات النفسية والعاطفية التي تسبق الحدث الصادم، مثل التعرض لمواقف حياتية قاسية أو صراعات طويلة الأمد. الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر أو القلق قد يكونون أكثر عرضة لتطوير اضطراب كرب ما بعد الصدمة بعد التعرض لمواقف مؤلمة. إضافة إلى ذلك، قد تلعب البيئة الاجتماعية دورًا في تأثير الصدمة، حيث يزيد غياب الدعم العاطفي أو الاجتماعي من صعوبة التعامل مع التجربة الصادمة. الاستعداد البيولوجي والوراثي هو عامل آخر يمكن أن يؤثر في ظهور اضطراب كرب ما بعد الصدمة. الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ PTSD بعد تعرضهم لحدث صادم. علاوة على ذلك، قد يؤدي تأثير العوامل الوراثية إلى جعل بعض الأشخاص أكثر حساسية للتوتر أو الصدمات النفسية، مما يعزز من احتمالية الإصابة بالاضطراب.

أعراض كرب ما بعد الصدمة:

أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة تظهر بشكل واضح وتؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية. أحد أبرز الأعراض هو استرجاع الذكريات المزعجة للحدث الصادم بشكل متكرر، سواء عن طريق الأفكار المزعجة أو الكوابيس. هذه الذكريات قد تجعل الشخص يشعر وكأنه يعيد تجربة الحادث، مما يسبب مشاعر القلق والخوف. هذا النوع من الاسترجاع يمكن أن يحدث في أي وقت، وقد يكون مسببًا لهجوم مفاجئ من التوتر. من الأعراض الشائعة أيضًا القلق المستمر والتوتر الزائد، حيث يشعر الشخص وكأنه دائمًا في حالة استعداد لمواجهة خطر ما. قد يظهر هذا في شكل ردود فعل مفرطة عند مواجهة مواقف عادية أو مثيرة للضغوط. كما يعاني الشخص من صعوبة في النوم بسبب الأفكار المقلقة أو الذكريات المؤلمة، مما يزيد من شعوره بالإرهاق العقلي والجسدي. أحد الأعراض الأخرى هو تجنب الشخص للمواقف أو الأماكن التي تذكره بالحادث الصادم. قد يبتعد عن الأشخاص أو الأماكن التي قد تثير مشاعر الاضطراب أو تذكره بالحدث المؤلم. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هذا التجنب إلى العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المصاب من انخفاض القدرة على التفاعل العاطفي مع الآخرين أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يحبها سابقًا.

تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصدمة:

تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصدمة يعتمد على تقييم شامل من قبل مختص نفسي، يشمل فحص الأعراض والتاريخ الطبي للفرد. يبدأ التشخيص عادة من خلال مقابلة سريرية يتم خلالها مناقشة التجارب الصادمة التي مر بها الشخص وأعراضه النفسية. من المهم أن تكون الأعراض قد استمرت لفترة تزيد عن شهر بعد وقوع الحدث الصادم، وأن تؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي للشخص في العمل أو الحياة الاجتماعية. يقوم الطبيب أو المعالج بتقييم الأعراض وفقًا لمعايير محددة، مثل تلك الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. تشمل العملية التشخيصية أيضًا استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تتشابه في الأعراض، مثل الاكتئاب أو القلق. في بعض الحالات، قد يتم استخدام استبيانات أو مقاييس تقييم لتحديد مدى شدة الأعراض وتكرارها. قد يتطلب الأمر أيضًا فحوصات طبية للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية للأعراض. إذا تم تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصدمة، يمكن للطبيب تقديم العلاج المناسب بناءً على نوع الأعراض واحتياجات الشخص المصاب.

علاج كرب ما بعد الصدمة:

علاج كرب ما بعد الصدمة

علاج اضطراب كرب ما بعد الصدمة يشمل مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى تخفيف الأعراض ومساعدة الشخص على التكيف مع التجربة الصادمة. العلاج النفسي هو الأسلوب الأساسي، ويشمل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يساعد الشخص على تغيير أنماط التفكير السلبية والتعامل مع الذكريات المؤلمة بشكل أكثر صحية. كما يُستخدم العلاج بالتعرض، الذي يعرض الشخص بشكل تدريجي لمواقف أو أفكار تذكره بالحادث لتقليل الحساسية تجاهه. في بعض الحالات، قد يُوصى بالعلاج الدوائي مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، التي تساعد في تقليل التوتر وتحسين المزاج. الدعم الاجتماعي والعائلي أيضًا له دور مهم في العلاج، حيث يساعد في تعزيز الشعور بالأمان والتواصل مع الآخرين.

الفرق بين اضطراب كرب ما بعد الصدمة والصدمة النفسية:

الصدمة النفسية تشير إلى رد فعل فوري وعاطفي تجاه حدث مؤلم أو تهديد، مثل الحوادث أو الاعتداءات أو الكوارث الطبيعية. يشعر الشخص في اللحظات التي تلي الحدث بفوضى عاطفية، وقد يختبر مشاعر من الصدمة، الخوف، والارتباك، ولكنه عادة ما يبدأ في التكيف مع الوضع بعد مرور الوقت. في الغالب، تكون ردود الفعل النفسية قصيرة المدى، وقد يختفي التأثير النفسي تدريجيًا مع مرور الوقت أو مع الدعم المناسب. أما اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD)، فيتجاوز ردود الفعل الفورية، حيث تصبح الأعراض مستمرة ومزمنة لفترة تتجاوز الشهر بعد الحدث الصادم. الأفراد المصابون بـ PTSD لا يتعافون ببساطة، بل يواجهون تحديات مستمرة مثل استرجاع الذكريات المزعجة، القلق المفرط، العزلة الاجتماعية، وصعوبة في النوم. يعد اضطراب كرب ما بعد الصدمة حالة نفسية معقدة تتطلب علاجًا متخصصًا، في حين أن الصدمة النفسية قد تكون مجرد مرحلة مؤقتة في بعض الحالات.

ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة: الأعراض والأسباب - مركز بداية

ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة: الأعراض والأسباب