image image

ما هو التوتر العصبي؟ أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه

ما هو التوتر العصبي؟ أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه

image
مع تزايد الضغوط  والتحديات في عصرنا الحالي، أصبح التوتر العصبي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، قد يكون التوتر العصبي دافعًا للإنجاز في بعض الأحيان، ولكنه قد يتحول أيضًا إلى عبء يرهق العقل والجسد، تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن التوتر العصبي و ما هي أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه.

ما هو التوتر العصبي؟

ما هو التوتر العصبي التوتر العصبي هو استجابة طبيعية للجسم قد يمر بها الجميع، وهو جزء من تصميم جسم الإنسان للتكيف مع التحديات والتغيرات، إذ أنه عندما يواجه الشخص مواقف ضاغطة، يستجيب جسمه وعقله بطرق مختلفة، مما يساعده على التأقلم.  في بعض الحالات، يمكن أن يكون التوتر العصبي مفيد، إذ يحفز الشخص للبقاء يقظًا ومستعدًا لمواجهة التحديات، على سبيل المثال: عند التحضير لاختبار مهم، قد يدفع التوتر الشخص إلى التركيز والعمل بجدية أكبر، ولكن قد يصبح التوتر مشكلة عندما يستمر لفترات طويلة دون فترات راحة أو استرخاء.

أنواع التوتر العصبي

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التوتر: 
  • التوتر الحاد: 
    • هو حالة توتر قصيرة الأمد تظهر بسرعة وتختفي بنفس السرعة. 
    • يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، مثل: الشعور بالإثارة عند ركوب قطار الملاهي أو التوتر أثناء خلاف مع شريك الحياة.
    • هذا النوع من التوتر شائع ويختبره الجميع من حين لآخر.
  • التوتر الحاد المتكرر:
    • هو نوع من التوتر الحاد يحدث بشكل منتظم، إذ لا يتاح للشخص وقت كافٍ للعودة إلى حالة الاسترخاء قبل أن يتعرض لموقف ضاغط آخر.
    • غالبًا ما يعاني منه الأشخاص الذين يعملون في بيئات تتطلب ضغطًا مستمرًا، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية.
  • التوتر المزمن: 
    • هو توتر طويل الأمد يستمر لأسابيع أو حتى أشهر، وقد يكون ناتجًا عن مشكلات مستمرة مثل: الخلافات الزوجية، أو ضغوط العمل، أو الأزمات المالية.
    • من الضروري إيجاد طرق فعالة للتعامل مع هذا النوع من التوتر، لأنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

تعرف على أسباب التوتر العصبي

التوتر هو رد فعل طبيعي للجسم تجاه المواقف التي يدركها كتهديد أو تحدٍ، وهو جزء من استجابة الكر أو الفر الضرورية للبقاء، حتى في المواقف غير الخطرة، مثل: التحدث أمام الجمهور، قد يتفاعل الجسم وكأنه يواجه خطرًا حقيقيًا. يعمل التوتر كإشارة للجسم ليكون متيقظًا، وقد يكون مفيدًا في تعزيز التركيز ومنح دفعة من الطاقة، وتتنوع المواقف التي قد تثير التوتر، مثل:
  • اجتياز اختبار مهم.
  • تقديم عرض أمام جمهور.
  • الخضوع لمقابلة عمل.
  • إجراء طبي، كفحص الدم.
  • التحدث إلى شخص معين.
  • تجربة شيء جديد لأول مرة.
  • مرض أو وفاة شخص عزيز.
  • الزواج أو الطلاق.
  • الضغوط المالية.
  • الانتقال إلى منزل جديد.
  • الذهاب في إجازة.
  • إنجاب طفل.
  • التقاعد.
كما يمكن أن يكون التوتر حادًا وقصير المدى، نتيجة مواقف يومية مثل:
  • الاستعداد لاختبار أو عرض تقديمي.
  • الخلاف مع صديق أو فرد من العائلة.
  • مواجهة ضغوط متعددة في وقت قصير.
  • التعامل مع مشكلات يومية صغيرة، مثل: التأخر بسبب ازدحام مروري أو سكب القهوة على الملابس.
رغم أن التوتر جزء طبيعي من الحياة، فإن التعامل معه بوعي يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثيراته وتحويله إلى دافع إيجابي.

أعراض التوتر العصبي

يمكن أن تظهر علامات التوتر العصبي في شكل أعراض جسدية ونفسية، وقد لا يكون واضحًا دائمًا أن التوتر هو السبب، تشمل هذه العلامات ما يلي:
  • الإسهال أو الإمساك.
  • النسيان.
  • آلام متكررة في الجسم.
  • الصداع.
  • انخفاض الطاقة أو ضعف التركيز.
  • مشكلات جنسية.
  • تيبس الفك أو الرقبة.
  • التعب.
  • اضطرابات النوم، سواء الأرق أو النوم لفترات طويلة.
  • اضطراب المعدة.
  • اللجوء إلى الكحول أو الأدوية للاسترخاء.
  • تغيرات غير مبررة في الوزن.

أضرار التوتر العصبي

عند مواجهة التوتر العصبي، يفرز الجسم هرمونات تزيد من يقظة الدماغ، وتؤدي إلى توتر العضلات، وترفع معدل ضربات القلب، هذه الاستجابات مفيدة على المدى القصير لأنها تساعد الشخص على التعامل مع المواقف الصعبة، إذ تعد جزءًا من آلية الدفاع الطبيعي للجسم. لكن عندما يصبح التوتر مزمنًا، يظل الجسم في حالة تأهب حتى في غياب الخطر الفعلي، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى مشكلات صحية مثل:
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب.
  • السكري.
  • السمنة.
  • الاكتئاب أو القلق.
  • مشكلات جلدية، مثل: حب الشباب أو الأكزيما.
  • اضطرابات الدورة الشهرية.
إذا كان الشخص يعاني بالفعل من مشكلة صحية، فقد يؤدي التوتر المزمن إلى تفاقمها.

تأثير التوتر على الجهاز الهضمي

يؤثر التوتر العصبي بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، إذ يؤدي إلى بعض الاضطرابات كالتالي:

المريء

  • عند الشعور بالتوتر، قد يزداد أو ينخفض استهلاك الطعام بشكل ملحوظ.
  • قد يؤدي تناول أطعمة مختلفة أو الإفراط في استهلاك الكحول والتبغ إلى حرقة المعدة أو ارتجاع المريء. 
  • قد يؤدي التوتر أو الإجهاد إلى تفاقم الألم الناتج عن حرقة المعدة المتكررة.
  • في بعض الحالات النادرة، قد يتسبب التوتر الشديد في تشنجات المريء، والتي قد يتم الخلط بينها وبين نوبة قلبية.
  • كما يمكن أن يؤثر التوتر على القدرة على البلع، ويزيد من ابتلاع الهواء، مما يؤدي إلى زيادة التجشؤ والانتفاخ.

المعدة

  • يساهم التوتر في الشعور بألم المعدة، والانتفاخ، والغثيان، وغيرها من اضطرابات الجهاز الهضمي، وقد يؤدي إلى التقيؤ في الحالات الشديدة.
  • كما قد يسبب تغيرًا في الشهية، سواء بزيادتها أو نقصانها، مما قد يؤثر على الحالة الصحية والمزاجية.
  • على عكس الشائع، لا يؤدي التوتر إلى زيادة إنتاج أحماض المعدة أو الإصابة بقرحة المعدة، إذ تعود القرحة في الغالب إلى عدوى بكتيرية، ولكن قد يجعل التوتر القرحة أكثر إزعاجًا.

الأمعاء

  • تحتوي الأمعاء على ملايين الخلايا العصبية التي تعمل بشكل مستقل إلى حد ما، لكنها تظل على اتصال دائم بالدماغ، مما يفسر الشعور بـ”الفراشات” في المعدة.
  •  قد يؤثر التوتر على هذا التواصل، مما يزيد من احتمالية الشعور بالألم والانتفاخ واضطرابات الجهاز الهضمي. 
  • يمكن أن يؤثر التوتر أيضًا على سرعة حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما قد يسبب الإسهال أو الإمساك.
  • بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب التوتر العصبي في حدوث تشنجات عضلية في الأمعاء، مما قد يكون مؤلمًا.
  • قد يؤثر التوتر أيضًا على عملية الهضم وكفاءة امتصاص المغذيات، مما قد يزيد من إنتاج الغازات.
  • كما أن الأمعاء تمتلك حاجزًا يحمي الجسم من معظم البكتيريا المرتبطة بالطعام، ولكن التوتر قد يضعف هذا الحاجز، مما يسمح لبعض البكتيريا بالدخول إلى الجسم. رغم أن الجهاز المناعي يمكنه التعامل مع معظم هذه البكتيريا، إلا أن التعرض المستمر لها قد يؤدي إلى أعراض خفيفة مزمنة.
يؤثر التوتر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة، مثل: مرض التهاب الأمعاء أو متلازمة القولون العصبي، وقد يكون ذلك ناتجًا عن: 
  • زيادة حساسية أعصاب الأمعاء.
  • أو تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء.
  • أو اضطرابات في حركة الطعام.
  • أو تغيرات في الاستجابات المناعية للأمعاء.

علاج التوتر العصبي

علاج التوتر العصبي التوتر جزء طبيعي من الحياة، لكنه قد يصبح مزعجًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل فعال، إليك بعض الاستراتيجيات اليومية التي يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر أو الوقاية منه: 
  • تقنيات الاسترخاء واليقظة الذهنية: 
تساعد بعض الأنشطة مثل: تمارين التنفس العميق على تهدئة العقل والجسم.
  • نمط حياة صحي: 
يلعب النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي دورًا رئيسيًا في تقليل مستويات التوتر وتحسين القدرة على التعامل معه عند حدوثه.
  • التعرف على المحفزات:
إدراك العوامل التي تثير التوتر لديك يمكن أن يساعدك في تجنبها أو التعامل معها بشكل أفضل، تقبّل أنه لا يمكنك التحكم في كل شيء، وركز على ما يمكنك تغييره أو التكيف معه.
  • طلب الدعم الاجتماعي:
البقاء على تواصل مع الأشخاص الذين يمنحونك الراحة والدعم العاطفي، مثل: الأصدقاء وأفراد العائلة، يمكن أن يخفف من حدة التوتر، في بعض الحالات، قد يكون اللجوء إلى معالج نفسي خطوة مفيدة أيضًا.
  • التخطيط والاستعداد:
مواجهة المواقف المسببة للتوتر بثقة تبدأ من التحضير الجيد، سواء كان ذلك من خلال الدراسة المسبقة لاختبار، التدرب على عرض تقديمي، أو وضع خطط بديلة تحسبًا للمفاجآت.
  • تعزيز الإيجابية والامتنان: 
تبني نظرة إيجابية للحياة، وممارسة الامتنان من خلال التركيز على الجوانب الجيدة، يمكن أن يساعد في تقليل تأثير التوتر. 
  • التعامل مع التوتر بشكل مبتكر:
    • أظهرت الدراسات أن قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة يمكن أن يكون مهدئًا
    • كما أن بعض الأبحاث تشير إلى أن تقنيات مثل: الواقع الافتراضي قد تساعد في تقليل التوتر أثناء الإجراءات الطبية.

المصادر:

شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

٣ تمارين لعلاج الوسواس ...

تمارين لعلاج الوسواس القهري، يمكن أن تسيطر تلك الأفكار والوساوس على حياتك وتحول حياتك فجأة إلى جحيم، ولكن هناك بعض ...

اقرأ المزيد
image

ما هو ميرتازابين Mirtazapine ...

ميرتازابين (Mirtazapine) هو دواء يستخدم في علاج اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب. يعتبر ميرتازابين من فئة مضادات الاكتئاب، ولكنه يختلف عن ...

اقرأ المزيد
image

تعرف على الاكتئاب الهوسي ...

هل سبق لك أن شعرت بتقلبات مزاجية حادة، تنتقل بين قمة النشاط والسعادة الغامرة إلى قاع الحزن واليأس؟ هذه التقلبات ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *