يٌعد الحديث مع النفس أمر طبيعي وصحي. خاصةً مع زيادة مهام الإنسان مع تقدمه في العمر وزيادة التفكير. ولكن حين يخرج الأمر عن السيطرة ويبدأ المرء في الميل نحو الانعزال والرغبة في الجلوس وحيدًا مع الشعور بعدم التأقلم والفهم من الآخرين هنا تكمن المشكلة. حيث أنه يمثل خطرًا كبيرًا على صحة المرء النفسية وبالتالي على قدرته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين والقيام بمهامه اليومية وعمله أو دراسته. لذا اليوم سوف نذكر لكم كافة التفاصيل حول متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي وكيف يمكن التعامل معه. مع أهم النصائح من أجل تحسين الصحة النفسية والتكيف مع صعوبات الحياة.
مرض التحدث مع النفس:
مرض التحدث مع النفس
في البداية يجب ذكر أن مرض التحدث مع النفس ليس مرضًا نفسيًا يتم الاعتراف به بشكل دولي. حيث أن جميعنا قد يقوم بالتحدث مع ذاته والتفكير خاصة عندما يشغل الموضوع الذي تفكر به حيزًا من تفكيرك واهتمامك. ولكن تبدأ المشكلة النفسية في الظهور حينما يقوم الفرد بالتفكير مع نفسه وكأنه يفكر مع شخص آخر أمامه. أي حينما يفصل بين كونه يفكر مع ذاته ويتخيل ذاته تلك كشخصٌ آخر. كما أن قد يكون مرض التحدث مع النفس أحد أعراض الاكتئاب والميل للعزلة ومؤشر لاحتياج المريض إلى الدعم النفسي. لذلك ننصح الجميع عند شعوره بمشاعر سلبية مثل الحزن العميق أو أعراض اضطرابات القلق المفرط بطلب الدعم النفسي من الطبيب المختص ومن الدائرة المٌحيطة به.
التحدث مع النفس بدون صوت:
التحدث مع النفس بدون صوت أو باسم آخر التحدث الصامت مع الذات. حيث أنه أحد أشكال وأنواع التفكير الداخلي رغبةً في تهدئة العواطف وتقييمها وإعادة النظر في توازن شئون الفرد الخاصة. قد يكون ذلك في الحالات الطبيعية أمر صحي للفرد ويمكنه من إعادة ترتيب أوراقه الخاصة وتحديد أولوياته من جديد. ولكن حين يخرج الأمر عن السيطرة حد الهواجس والهلاوس، أو يقوم الفرد بفقدان قدرته على الفصل بين التفكير مع ذاته ويتهيأ له أنه يتحدث مع شخص آخر يصبح الأمر يحتاج إلى دعم نفسي.
التحدث مع النفس وتخيل مواقف:
التحدث مع النفس وتخيل مواقف
هو أحد أنواع التفاعل الداخلي الذي يٌعد سلاح ذو حدين. حيث قد يفيد في تفريغ وتنفيث شعورك بالغضب من الواقع أو التجارب والمواقف التي تمر بها. ولكن يٌعد سلاح سلبي للغاية حينما يجعلك تنفصل عن الواقع تدريجيًا وتبدأ في الانعزال والبعد عن الآخرين. كما أنه إذا تم استغلاله بشكل إيجابي قد يٌحسن من قدراتك الإبداعية ويجعلك أكثر قدرة على تخيل المواقف بشكل أكبر وتخيل ردود أفعال الآخرين. كما يٌحسن من قدرتك على رسم وتحليل العديد من السيناريوهات المتنوعة. أيضًا يوجد عدة أنواع في التحدث مع النفس وتخيل مواقف. إليك بعضٌ منها:
- التخيل المستقبلي: في هذا النوع من التحدث مع النفس وتخيل مواقف يمكنك ان تقوم بتصور نفسك في المواقف المستقبلية التي تتمناها وقيامك بتحقيق أهدافك والأشياء التي طالما كنت تحلم بها.
- التخيل التفاعلي: أما عن هذا النوع فتقوم بتخيل مواقف سلبية أو إيجابية طبقًا لحالتك النفسية آنذاك وتتخيل معها ردة فعلك وكيف يمكنك التصرف والتأقلم مع هذا الموقف.
- التخيل التعويضي: جميعنا مر بمواقف سلبية لذا فالتخيل التعويضي ترى فيه المواقف التي تعوضك وتريحك عما مررت به في الماضي.
- التخيل الإبداعي: تتخيل فيه مهارات ومواقف إبداعية طبقًا لقدراتك وطبيعة عملك.
كما ذكرنا فإن ممارسة هذا النوع من التحدث مع النفس قد يكون إيجابي يمنحك قدر من الإبداع والتألق وزيادة المهارات المختلفة. أو يكون سلبي إذا ما قام بعزلك عن الآخرين. لذا إن شعرت بعدم الراحة وفقدان قدرتك على الفصل يجب عليك التوجه إلى الطبيب المختص
التحدث مع النفس بصوت عالي:
كما ذكرنا في النقاط السابقة فإن التفكير بصوتٍ عالي قد يكون إيجابي طالما كان في نطاق تحكم الفرد في ذاته. لكن حين تشعر بالقلق وتشعر ببدايات الانفصال عن الواقع يجب عليك التوجه إلى طبيب نفسي ليقوم بإرشادك. تلك بعض الفوائد والسمات الإيجابية في التحدث مع النفس بصوت عالي:
- تحديد الأفكار وتحجيم المشاعر بشكل قوي. حيث أن التفكير بصوت عالي يساعد على تقليل التشتت وترتيب الأفكار مما يٌحسن من القدرة على مواجهة مشاعرك وإعادة ترتيب أوراقك مرةً أخرى.
- مما يٌساهم في تخفيف وتقليل حدة التوتر. وبالتالي علاج الضغط النفسي والأمراض مثل اضطرابات القلق وبدايات العزلة والاكتئاب.
- كما أنه قد لوحِظ الفائدة التي تعود على الذاكرة من هذا التمرين. حيث أن مرور الأفكار على أذنيك يٌساهم أيضًا في حفظها وتثبيتها في المخ.
- أيضًا يٌساعد هذا الأمر في زيادة التركيز وتقليل التشتت.
- تحديد الأهداف وترتيب الأولويات.
- كذلك الحفاظ على توازنك النفسي مع العالم الخارجي.
- وأخيرًا تحليل الأفكار السلبية والاستفادة من الدروس التي تعلمتها منها.
هل التحدث مع النفس مرض نفسي:
هل التحدث مع النفس مرض نفسي
للتحدث مع النفس فوائد جمة. لذا فإن التحدث مع النفس ليس مرض نفسي. تلك بعض المزايا التي تعود على الشخص من قيامه بالتحدث مع نفسه:
- زيادة وعي الشخص تجاه نفسه.
- المساهمة في قدرتك على التعامل مع العواطف.
- كذلك تقوية العلاقات الاجتماعية بسبب ترتيبك لأفكارك.
- تحسين وتعزيز شعورك الإيجابي تجاه نفسك.
- تقوية المهارات من خلال الممارسة والتفكير والتخيل.
- كما تحسن من قدرتك على تخيل أهدافك ووضع خطط من أجل تحقيقها.
مساوئ التحدث مع النفس:
إذا لم تستطع القيام بالتحكم في التحدث مع النفس يجب عليك التوجه لاستشارة مختص نفسي منعًا لحدوث المشاكل الآتية على صحتك النفسية:
- التعامل مع عاطفتك السلبية بشكل غير صحي ومتمكن.
- ان تذهب ضحية للأفكار السيئة بدءًا من المشاكل حتى الأفكار الانتحارية.
- تشتت الانتباه بسبب انغماسك في التحدث مع النفس بدون تحكم قوي.
- أن تشعر بالسهولة في تعاملك فقط مع نفسك فتبدأ في الميل نحو الانعزال والوحدة حتى تصل إلى الاكتئاب.
- الغرق في الماضي والذكريات السلبية.
- التأثير السلبي على الصحة العقلية والنفسية.
نرجو أن نكون أوفينا كافة المعلومات المطلوبة حول متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي وما هي مزاياه وعيوبه كذلك. آملين السلامة النفسية والعافية للجميع. كما نوصي ونؤكد على أن العلاج النفسي ليس برفاهية ويجب التوجه لاستشارة طبيب مختص في مركز بداية إذا ما شعرت بالقلق حيال أيًا من الأعراض أو شعرت بأية مشكلة نفسية تواجهك.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *