كيف نتعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال أقل من سنتين ؟

هل سبق لكِ أو لكَ أن خرجت إلى التسوّق بصحبة طفلك الصغير، وبينما أنت تُخرِج مَحفظتك كي تعطي المال للبائع فاجأك طفلك بنوبة من الغضب والصراخ الهستيري مما جعلك تشعر بالإحراج الشديد؟ هل تعاني من تكرّر هذه النوبات مع طفلك داخل وخارج المنزل؟ إذا كنت تريد معرفة ما هي أسباب نوبات الغضب عند الأطفال وكيف يمكنك التعامل معها والتخلص منها تابع القراءة، ستجد في هذه المقالة إجابات لجميع تساؤلاتك.

ما هي نوبات الغضب عند الأطفال؟

نوبات الغضب عند الأطفال

نوبات الغضب عند الأطفال هي الطريقة التي يُعبّر بها الطفل عمّا يدور بداخله من إحباط وغضب بسبب عدم الحصول على ما يريد، فقد يكون الطفل جائعًا أومتعبًا أو يشعر بالملل أو يريد الحصول على غرضٍ معيّن ولكن مهارات التواصل الاجتماعي لديه مازالت غير مكتملة فلا يستطيع التعبير عمّا يريد إلا بهذه الطريقة خصوصًا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ١: ٣ سنوات.

تعرّف على أسباب نوبات الغضب عند الأطفال

تُعتبر نوبات الغضب عند الأطفال من علامات النموّ الطبيعي لدى الطفل، إذ قد يُصاب الطفل الطبيعي بحوالي ٩ نوبات من الغضب خلال الأسبوع الواحد، قد يعتقد بعض أولياء الأمور أن نوبات الغضب هذه تكون مقصودة من الطفل ليُسبّب الإزعاج والضيق لوالديه، ولكن على العكس تمامًا؛ فإن نوبات الغضب عند الأطفال ما هي إلا طريقتهم في التعبير عن أفكارهم خصوصًا خلال السنة الثانية من العمر، وعندما تبدأ المهارات اللغوية في التطور لديهم تبدأ هذه النوبات في التلاشي تدريجيًا.

بعض الأسباب الشائعة لحدوث نوبات الغضب عند الأطفال

الجوع والإجهاد والتعب:

قد يجعل ذلك الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره والمحافظة على هدوئه.

المواقف التي لا يستطيع الطفل التعامل معها:

مثل تلك المواقف التي يجد الطفل صعوبة في التأقلم معها، مثل: أن يأخذ منه طفل أكبر منه لُعبته.

المشاعر القويّة التي قد تصيب الطفل مثل القلق أو الخوف.

شعور الطفل بالمرض والإعياء.

عدم قدرة الطفل على إكمال مهمة ما.

بعض الأطفال تصيبهم نوبات البكاء في وقت النوم أو في وقت تغيير ملابسهم أو في وقت تناول الطعام.

كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال

إن نوبات الغضب عند الأطفال بالتأكيد تُصيب الوالدين بالشعور بالضغط والضيق الشديد، ولكن هناك بعض النصائح التي قد تساعد الوالدين على كيفية التعامل مع نوبات الغضب لدى أطفالهم لتقليل حدوث تلك النوبات:

علّم طفلك منذ ولادته كيف يُعبّرعن مشاعره باستخدام بعض الكلمات مثل: سعيد، حزين، جائع وغيرها.
حدّد أسباب نوبات الغضب لدى طفلك وقُم بوضع خطة لتجنب هذه الأسباب، فمثلا: يمكنك الذهاب إلى التسوّق بعد أن يأخذ طفلك قيلولة أو يتناول وجبة صغيرة.
إذا لاحظت مرور طفلك بموقف صعب دون أن تصيبه نوبة الغضب شجعه على التكيّف مع ما يشعر به.
تحدث مع طفلك عن مشاعره بعد نوبة الغضب عندما يكون هادئًا، على سبيل المثال: يمكنك أن تسأله هل رميت تلك اللعبة لأنك كنت غاضبًا من أنها لا تعمل؟
أعطِ طفلك نموذجًا لكيفيّة التعامل مع المواقف التي تسبب مشاعر سلبية، مثلا: أشعر بالضيق بسبب هذا الزحام الذي سيجعلنا نتأخر، لكن إذا تنفست بعمق سوف يجعلني ذلك أشعر بالراحة.

ما هي طرق علاج نوبات الغضب عند الأطفال؟

علاج نوبات الغضب عند الأطفال

يجب على الوالدين أن يصبروا على هذه المرحلة من تطور أطفالهم حتى تتلاشَى نوبات الغضب عند أطفالهم تدريجيًا مع تطور مهاراتهم وقدرتهم على التواصل الاجتماعي والتعبيرعن مشاعرهم بشكل جيد، وفيما يلي بعض الطرق لعلاج نوبات الغضب عند الأطفال:

حاول معرفة سبب حدوث نوبة الغضب:

قد يكون سبب إصابة طفلك بنوبة الغضب أنه ربما يشعر بالتعب أو الجوع وفي هذه الحالة سيكون الحل بسيطًا.

- شعور الطفل بالغيرة من الأطفال الآخرين خصوصًا إذا كان الطفل الآخر هو مولود جديد في المنزل، فربما يشعر الطفل بالغيرة ويعتقد أنه لم يعد محبوبًا، في هذه الحالة يجب على الوالدين منح الطفل المزيد من الوقت والاهتمام والحب ليساعدوا طفلهم على التخلص من تلك المشاعر السلبية.

تقبّل غضب طفلك:

يجب أن يتفهّم الوالدين طريقة تعبير أطفالهم عن شعورهم بالغضب، لأنهم يختلفون عن الكبار، إذ قد يصيب الكبار الشعور بالغضب أيضًا ولكن طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم ستكون مختلفة بالتأكيد.

قم بالبحث عن مصدر إلهاء لطفلك:

إذا لاحظت أن طفلك سوف يبدأ بنوبة الغضب، ابحث عن شيء لإلهائه فورًا، على سبيل المثال: يمكنك جعله ينظر من النافذة إلى شيء ما، أو أن تشير أنت إلى شيء ما باهتمام ودهشة مثل أن تقول: انظر! قطة!

لا تفقد أعصابك وانتظر حتى يتوقف طفلك وتنتهي نوبة الغضب:

لن يساعدك الصراخ أو فقدان أعصابك على إنهاء نوبة غضب طفلك، بل حاول التزام الهدوء قدر الإمكان وتجاهل نظرات الأشخاص الآخرين من حولك.

لا تستسلم وتغيّر رأيك:

إن رغبتك في التخلص من نوبة غضب طفلك، قد تدفعك للاستسلام وتلبية طلبات الطفل، ولكن هذا لن يفيدك على المدى الطويل، إذا قلت لا، لا تستسلم وتقول نعم لمجرد إنهاء نوبة غضب طفلك، وإلا سيعتقد الطفل أن نوبة الغضب تمكّنه من الحصول على ما يريد.

جرب أن تذهب إلى غرفة أخرى إذا كنت في المنزل، ولكن تأكد أولًا من أن طفلك لا يستطيع أن يؤذي نفسه.
إذا خرجت للتسوّق بصحبة طفلك، حاول أن تجعل رحلة التسوّق قصيرة قدر الإمكان، وأيضًا حاول أن تجعل طفلك يساعدك ويشاركك في التسوق.
جرب أن تمسك طفلك بقوة أو تحتضنه حتى تمر نوبة الغضب، وأيضًا يمكنك التحدث معه بلطف لجعله يشعر بالطمأنينة.
قد يقوم طفلك ببعض الأفعال العدوانية مثل: عض وضرب الأطفال الآخرين، ولكن هذا لا يعني أنه سوف يصبح عدوانيّا عندما يكبر، ولكن يجب على الوالدين تعليم الطفل أن هذا السلوك غير مقبول.

بعض النصائح للتخلص من التصرف العدوانيّ للطفل مع الآخرين

لا تعاقب طفلك بالعض أو الضرب، إذ أنه قد يعتقد أن هذا تصرّف مقبول يمكنه القيام به، ولكن وضّح له أن ما يفعله يسبب الألم وأنك لن تسمح له بهذا التصرف.
تحدّث مع طفلك عن مشاعره واعرف سبب شعوره بالقلق وعدم الأمان، لأن سبب تصرفه بعدوانية مع الآخرين يكون غالبًا بسبب شعوره بالقلق والخوف.
أظهر لطفلك أنك تحبه هو ولكن لا تحب سلوكه السيئ، فقد يحاول الأطفال الحصول على مزيد من الاهتمام من خلال التصرفات الغير مقبولة، امدح طفلك وامنحه الكثير من الحضن عندما يتصرف بشكل جيّد.
ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره وتفريغ طاقته بطريقة أخرى، إذ يمكنك اصطحابه إلى مكان متّسع مثل الحديقة وتشجيعه على الجري والصراخ واللعب.
جرّب أن تعبّر عن تفهّمك لمشاعر طفلك، يمكنك إخباره بعض العبارات مثل: أنا أعلم أنك تشعر بالغضب، سوف يساعد ذلك طفلك على التعبير عن مشاعره والتفكير فيها.

متى يجب استشارة الطبيب؟

تبدأ نوبات الغضب عند الأطفال في الاختفاء تدريجيًا مع تقدّم الطفل في العمر، معظم الأطفال يستطيعون التحكم في مشاعرهم بعد عمر ٤ سنوات، ولكن إذا زادت أعراض نوبات الغضب عند الطفل مثل:

أن يسبّب الطفل الأذى لنفسه أو للآخرين من حوله.
عندما تصيب الطفل نوبة الغضب يحبس أنفاسه إلى درجة الإغماء.
زيادة وتطور نوبات الغضب عند الطفل بعد سن الرابعة.

إذا ظهرت هذه الصفات على الطفل فيجب على الوالدين استشارة الطبيب على الفور، فقد تكون هناك أسباب أخرى جسدية أو نفسية يُمكن علاجها بواسطة الطبيب المختص. المصادر: