الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية هي نمط من أنماط الشخصية يتميز بالسعي الدائم لجذب الانتباه والمبالغة في التعبير عن المشاعر. يميل أصحاب هذه الشخصية إلى التصرف بأسلوب درامي وعاطفي، ويبحثون عن الإعجاب والتقدير من الآخرين. كما أنهم قد يظهرون تقلبات مزاجية سريعة ويواجهون صعوبة في تحمل الإهمال أو عدم الاهتمام بهم، مما قد يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية والمهنية. إليكم التفاصيل الكاملة حول هل الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية مرض نفسي؟ دور العلاج النفسي في التحسن.
ما هي الشخصية الهستيرية؟

ما هي الشخصية الهستيرية؟
الشخصية الهستيرية أو اضطراب الشخصية الهيستريونية هي نمط من أنماط الشخصية الذي يتسم بالمبالغة في التعبير عن المشاعر، والسعي المستمر لجذب الانتباه. يميل أصحاب هذه الشخصية إلى التصرف بطريقة درامية عاطفية مفرطة، حيث يستخدمون تعابير وجه وحركات مبالغ فيها عند التحدث، وغالبًا ما يسعون ليكونوا مركز الاهتمام في أي موقف اجتماعي. كما أنهم قد يظهرون سلوكًا إغرائيًا أو يميلون إلى التصرف بأسلوب يتسم بالمبالغة في الاهتمام بالآخرين، بهدف كسب إعجابهم أو تأكيد أهميتهم في حياتهم.
يواجه الأشخاص ذوو الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية صعوبة في التعامل مع التجاهل، حيث يشعرون بعدم الأمان إذا لم يكونوا محط أنظار من حولهم. كما أنهم قد يعانون من تقلبات مزاجية حادة وسطحية في العلاقات العاطفية، إذ يميلون إلى تكوين انطباعات قوية وسريعة دون تعمق حقيقي في المشاعر. بالإضافة إلى ذلك، قد يتخذون قرارات متسرعة بناءً على مشاعرهم اللحظية دون التفكير في العواقب، مما قد يؤثر على حياتهم المهنية والاجتماعية.
أنواع الشخصية الهستيرية:
تتعدد أنواع الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية بناءً على الطريقة التي يعبر بها الأفراد عن سماتها الأساسية مثل السعي لجذب الانتباه والتفاعل العاطفي المفرط. أحد الأنواع الشائعة هو الشخصية الهستيرية الدرامية، حيث يتميز أصحابها بالمبالغة الشديدة في التعبير عن المشاعر، مثل البكاء أو الضحك بطريقة مبالغ فيها، حتى في المواقف العادية. يسعون دائمًا ليكونوا مركز الاهتمام في أي تجمع اجتماعي، وغالبًا ما يلجأون إلى السلوك المسرحي لكسب إعجاب الآخرين.
نوع آخر هو الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية الإغرائية، حيث يميل هؤلاء الأفراد إلى استخدام جاذبيتهم الجسدية أو سلوكهم المغري لجذب انتباه الآخرين، سواء في العلاقات العاطفية أو حتى في بيئة العمل. يظهر هذا النوع بوضوح في الأشخاص الذين يبالغون في الاهتمام بمظهرهم ويعتمدون على الإغراء كوسيلة لتحقيق أهدافهم أو الحصول على الاهتمام الذي يسعون إليه. هذا السلوك قد يكون واعيًا أو غير واعٍ، لكنه يعكس الحاجة المستمرة للتقدير والإعجاب.
أما الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية المعتمدة، فهي تتسم بالحاجة الدائمة للدعم والتأكيد من الآخرين. يميل أصحابها إلى إظهار ضعف عاطفي واضح، ويعتمدون بشدة على المحيطين بهم لتلبية احتياجاتهم النفسية. يشعرون بالقلق الشديد عند الشعور بالإهمال أو التجاهل، مما قد يدفعهم إلى تصرفات مبالغ فيها لاستعادة الاهتمام. قد يؤثر هذا النمط على علاقاتهم الشخصية، حيث يمكن أن يكونوا متطلبين بشكل زائد أو غير قادرين على اتخاذ قرارات مستقلة دون تأييد الآخرين.
أعراض الشخصية الهستيرية:
تتجلى أعراض الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية في مجموعة من السلوكيات العاطفية والاجتماعية التي تهدف إلى جذب الانتباه والحصول على التقدير من الآخرين. من أبرز هذه الأعراض المبالغة في التعبير عن المشاعر، حيث يظهر الشخص ردود فعل درامية وغير متناسبة مع الموقف، مثل البكاء الشديد أو الضحك المفرط. كما يميل إلى التصرف بطريقة استعراضية اغرائية في بعض الأحيان، سواء من خلال المظهر أو السلوك. إضافةً إلى ذلك، يعاني الشخص الهستيري أو الهيستريوني من تقلبات مزاجية سريعة، وصعوبة في تكوين علاقات مستقرة بسبب سطحيته العاطفية. كما أنه يسهل تأثره بآراء الآخرين، ويتخذ قرارات متسرعة بناءً على مشاعره اللحظية دون التفكير في العواقب.
سمات الشخصية الهستيرية:
تتميز الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية بعدة سمات رئيسية تجعلها مختلفة عن غيرها من أنماط الشخصية. من أبرز هذه السمات السعي المستمر لجذب الانتباه، حيث يبذل الشخص جهدًا كبيرًا ليكون مركز الاهتمام في أي موقف اجتماعي. كما يتسم بالمبالغة في التعبير عن المشاعر، مما يجعله يظهر ردود فعل درامية وغير متوقعة. إضافة إلى ذلك، يتميز أصحاب هذه الشخصية بالسطحية في العلاقات العاطفية، حيث يبدون اهتمامًا كبيرًا بالآخرين في البداية، لكنهم سرعان ما يفقدون الاهتمام. كما يميلون إلى التأثر السريع بآراء الآخرين، ويعانون من صعوبة في التعامل مع النقد أو التجاهل.
كيفية التعامل مع الشخصية الهستيرية؟

كيفية التعامل مع الشخصية الهستيرية
يتطلب التعامل مع الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية الهدوء والصبر، حيث من المهم تجنب المبالغة في رد الفعل تجاه تصرفاتها العاطفية المفرطة. يُفضل تقديم الاهتمام بطريقة متوازنة دون تعزيز سلوكيات البحث المستمر عن الانتباه، مع وضع حدود واضحة للتعامل. كما يساعد توجيه الشخص الهستيري نحو التعبير عن مشاعره بشكل أكثر اعتدالًا وتشجيعه على تطوير وعيه الذاتي وتحليل تصرفاته بواقعية. بالإضافة إلى ذلك، من المفيد تعزيز ثقته بنفسه من خلال دعمه في تحقيق إنجازات حقيقية بدلًا من الاعتماد على الاستعراض. في بعض الحالات، قد يكون اللجوء إلى العلاج النفسي مفيدًا لمساعدته على تنظيم مشاعره وتحسين علاقاته بالآخرين.
علاج الشخصية الهستيرية:
يتمثل علاج الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية في مزيج من العلاج النفسي والدعم السلوكي لمساعدتها على تطوير وعي ذاتي أفضل وإدارة مشاعرها بطريقة أكثر توازنًا. يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر الأساليب فعالية، حيث يساعد الشخص على فهم أنماط تفكيره وسلوكه، والعمل على تعديل التصرفات المبالغ فيها. كما يمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا في تعزيز التفاعل الاجتماعي الصحي والتقليل من الحاجة المستمرة لجذب الانتباه. في بعض الحالات، قد يُوصَف العلاج الدوائي، مثل مضادات القلق أو الاكتئاب، إذا كان الشخص يعاني من أعراض مصاحبة مثل القلق الشديد أو التقلبات المزاجية الحادة. الأهم من ذلك هو توفير بيئة داعمة وتشجيع الشخص على بناء ثقة بالنفس تعتمد على الإنجازات الفعلية وليس على البحث المستمر عن الإعجاب.
مميزات الشخصية الهستيرية:
على الرغم من التحديات التي قد تواجهها الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية ، إلا أنها تمتلك العديد من المميزات التي تجعلها مميزة في بعض المواقف. يتمتع أصحاب هذه الشخصية بجاذبية اجتماعية قوية، حيث يستطيعون التفاعل بسهولة مع الآخرين وإضفاء جو من الحماس والطاقة الإيجابية. كما أنهم يمتلكون قدرة عالية على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، مما يجعلهم بارعين في مجالات مثل التمثيل، التسويق، والإعلام. بالإضافة إلى ذلك، يتميزون بالإبداع والقدرة على جذب الانتباه بأسلوبهم المميز، مما يساعدهم في تكوين علاقات واسعة ومتنوعة. إذا تم توجيه هذه السمات بشكل صحيح، يمكن لأصحاب الشخصية الهستيرية تحقيق نجاح كبير في المجالات التي تتطلب مهارات التواصل والتأثير.
الفرق بين الشخصية الهستيرية والنرجسية:
يُعتبر كل من اضطراب الشخصية الهستيرية أو الهيستريونية والنرجسية من الاضطرابات التي تتسم بالسعي لجذب الانتباه، لكن هناك فروق جوهرية بينهما. الشخصية الهستيرية تعتمد على العاطفة والمبالغة في التعبير عن المشاعر لجذب الاهتمام، وهي غالبًا ما تكون اجتماعية وحساسة لرأي الآخرين، وتسعى للحصول على القبول والإعجاب. أما الشخصية النرجسية، فتميل إلى الشعور بالتفوق والغرور، حيث يرى الشخص النرجسي نفسه أكثر أهمية من الآخرين، ويقلل من شأنهم بدلاً من السعي لإرضائهم. كما أن الهستيري قد يكون متقلبًا عاطفيًا وسريع التأثر، بينما النرجسي غالبًا ما يكون أكثر برودًا وتحكمًا في مشاعره، مع ميل لاستغلال الآخرين لتحقيق أهدافه.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *