عند ذكر الحديث حول الشخص المزاجي فإننا نقصد شخص متقلب المزاج والحالة النفسية، حيث يمكن أن يتقلب بين السعادة والحزن والقلق في لحظات سريعة، وذلك بسبب تأثره السريع بالعوامل المٌحيطة والبيئة التي يعيش بها، كما أن ظروف العمل، حالته الاجتماعية وحالته الصحية لهم دور مؤثر وملحوظ أيضًا على كونه شخص مزاجي، مما يتسبب في التغيرات السريعة في تعامله مع الآخرين وسلوكه المتغير بين العطاء، الحزن، الفرح أو الشعور بالقلق، لكن يبقى السؤال هو هل الشخص المزاجي مريض نفسي؟ ذلك ما سوف نذكره بشيء من التفصيل في المقالة الآتية.
الشخص المزاجي في علم النفس
حين نبدأ الحديث حول الشخص المزاجي فيجب علينا تعريفه من زاوية علم النفس. لذا فإنه في علم النفس يتم وصف الشخص المزاجي بكونه شخص سريع التقلبات في الحالة النفسية حيث يتأرجح بين الحالة السلبية والحالة الإيجابية بشكل سريع طبقًا للعوامل التي تٌحيط به. يوجد بعض العوامل التي لها تأثير ملحوظ على تقلبات الحالة النفسية للشخصية المزاجية تلك بعض الأمثلة منها:
- في البداية قد يكون للعامل الوراثي دور في تلك التقلبات السريعة بحكم الجينات المختلفة.
- كما أن التوتر يساهم في زيادة سوء الحالة النفسية وذلك بسبب العوامل الشخصية مثل الأصدقاء وشريك الحياة أو العوامل المادية وكذلك بيئة العمل.
- أيضًا قد يكون وراء ذلك البيئة المٌحيطة به من أشخاص سامة الطباع تزيد من حالته النفسية سوءًا ولا تقوم بتشجيعه والوقوف بجواره.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات الهلع والقلق أو بدايات الاكتئاب لها دور ملحوظ أيضًا.
ننصح دومًا بضرورة اللجوء إلى طبيب نفسي حين تشعر بأيٍ من الأعراض السلبية لكي يقوم بتوجيهك نحو الطريق الصحيح.
صفات الشخص المزاجي
هل الشخص المزاجي مريض نفسي؟
يوجد بعض السمات التي إذا ظهر بعضُ منها على الفرد يمكننا أن نصفه بكونه شخص مزاجي. تلك بعض الأمثلة عليها:
- التفكير السلبي حيث انه يغلبٌ عليه طبع اضطراب القلق والتوتر ويمر بالكثير من الأفكار السلبية.
- كما أنه يظهر على سلوكه عدم الاتساق والتقلب السريع من لحظة إلى أخرى.
- كذلك صعوبة التكيف مع البيئة من حوله وذلك بسبب التقلبات السريعة التي يمر بها.
- الحساسية الزائدة عن الحد الطبيعي تجاه أصغر الأمور.
- التقلبات المفاجئة في الحالة النفسية وتلك السمة الأكثر شيوعًا على الأشخاص المزاجية.
- يكون تعامله مع الضغوط من حوله غير فعال بسبب إصابته بالتشتت.
- يتأثر سريعًا بالعوامل الخارجية.
- أيضًا تقلبات في الطاقة والنشاط حسب حالته النفسية في ذلك الوقت.
نؤكد على أنه ليس من الشرط أن تٌصاب بكل السمات ولكن يكفي بعضٌ منها. عندما يحدث ذلك نؤيد بشدة اللجوء للطبيب المختص للتغلب على المشاعر المؤلمة أو أحيانا تكون هذه الحالة تعكس تنبؤا باضطراب نفسي.
كيفية التعامل مع الشخص المزاجي
إن التعامل مع الشخص المزاجي أمر ليس بالسهل ويحتاج إلى صبر ومحاولات. سوف نقدم لكم بعض النصائح التي قد تؤتي نفعًا للوصول إلى أفضل تعامل مع الشخص المزاجي بل ومساعدته في الوصول إلى حالة نفسية مستقرة وجيدة:
- في البداية يجب تقديم الدعم النفسي خاصةً من الدائرة المٌحيطة به وذلك لتأثره الشديد والسريع بالعوامل التي تٌحيط به.
- حاول أن تكون صبورًا عند التعامل مع الشخص المزاجي وتعلم كيفية التواصل الفعال فذلك سوف يجلب نتائج مميزة وفعالة للغاية.
- كذلك ننصح دومًا بالصبر والحفاظ على هدوء أعصابك منعًا للاحتكاك وذلك ليس فقط مع الشخص المزاجي بل إنه صفة حميدة يمكنك اكتسابها مع الجميع.
- حاول قدر المٌستطاع أن تحفزه من أجل العمل بإيجابية والتغلب على الأفكار السلبية التي قد يمٌر بها.
- كن واضحًا بشأن حدودك حتى لا يؤثر الأمر عليك بالسلب.
- إذا كان الأمر صعبًا عليك ف لا مانع من طلب الدعم والمساعدة الإضافية ممن حولك.
- كما ننصح بتجنب المواجهات العاطفية خاصة في الفترات التي تكون فيها معنوياته منخفضة وليست في أفضل حالٍ لها.
- قلل من حالة التوتر سويًا بالقدر المستطاع.
- قم بتشجيع الشخص المزاجي على الحفاظ على حالة ذهنية إيجابية وذلك من خلال الكثير من الطرق. على سبيل المثال وليس الحصر يمكنك من خلال ممارسة التمارين الرياضية والخروج للمشي في الصباح الباكر.
- وأخيرًا ذكره دومًا بالإيجابيات التي تنعكس على صحته النفسية وتمنحه شعورًا إيجابيًا.
ماهو علاج الشخص المزاجي
ماهو علاج الشخص المزاجي
علاج الشخص المزاجي ليس بالأمر الذي قد يحدث بين ليلةٍ وضحاها. بل يحتاج إلى ممارسة وصبر ووقت يختلف من فرد لآخر حسب ظروفه وقدرته على المواجهة. تلك أمثلة على أفكار قد تؤتي ثمار نافعة في من أجل علاج الشخص المزاجي:
- يجب عليه التوجه إلى طبيب نفسي يمنحه بعض التوجيهات ويتابع معه حالته النفسية وتلك الخطوة الأهم على الإطلاق في كافة الاضطرابات النفسية المختلفة.
- قد يتم علاج الشخص المزاجي من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي والتي تعمل على تغيير الأنماط السلوكية والأفكار السلبية التي تتسبب في تعرضه بكثرة للتقلبات المزاجية كما قد يتم تعليمه إدارة عواطفه والتحكم في انفعالاته وبالتالي أفكاره وسلوكه.
- في الحالات ذات الاضطراب الشديد قد يلجأ الطبيب إلى منح أدوية مساعدة ولكن احذر تناولها أو تغيير جرعاتها دون اللجوء إلى الطبيب المختص.
- ننصح بتغير نمط الحياة الذي يؤثر على الأفكار والسلوك بشكل لا تتخيله.
- كذلك في بعض الأحيان يمكن تطبيق فكرة العلاج بالمجموعات والتي فيها يتم الجلوس وسط مجموعة تمر بنفس حالتك النفسية ومشكلتك. مما يعمل على العصف الذهني وتبادل الخبرات والأفكار والأهم هو شعورك بكونك ليس وحدك بل هناك من يشاركك التجربة.
- ممارسة التمارين الرياضية هي خطوة ذات فائدة كبيرة مرجوة.
- تعلم كيفية التحكم في التوتر وضبط الأفكار السلبية التي تمر بها وتؤثر عليك فذلك سوف يكون له تأثير إيجابي عظيم للغاية.
في النهاية يجب أن تعلم انك لست وحدك. بل هناك الكثير ممن يعاني من مشاكل واضطرابات نفسية يأتي في مقدمتها اضطرابات المزاجية والصعب دام أنه يمكن ضبطه والتحكم به. تذكر دومًا أن هناك من يرغب في تقديم العون والدعم لك لذا لا تترد أبدًا في طلب المٌساعدة من الدائرة المٌحيطة بك. وتذكر أن العلاج النفسي ليس رفاهية بل أمر حتمي خاصةً مع ما نمر به من عوامل تؤثر علينا بشكل ملحوظ. متمنين نحن مركز بداية للجميع الراحة والسعادة والشعور بالرضا الداخلي تجاه حياتهم.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *