image image

هل يسبب النالوفين الإدمان؟ الأضرار وكيفية علاج إدمان النالوفين

هل يسبب النالوفين الإدمان؟ الأضرار وكيفية علاج إدمان النالوفين

image
بين أروقة الصيدليات ورفوف المنازل، يختبئ مُسكّن تحوّل من نعمة إلى نقمة، إذ إن الجرعات القليلة منه تُنقذ من الألم، بينما قد تحوّل الجرعات الزائدة منه حياة الآلاف إلى كابوس، إنه مسكّن “النالوفين”، أحد المسكنات المخدرة، يستخدم طبيًا لتسكين الآلام المتوسطة إلى الشديدة، ولكنه قد يُساء استخدامه ويسبب الإدمان. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن هذا المخدر وأعراض إدمانه وطرق العلاج والوقاية.

ما هو النالوفين؟

الاسم العلمي للنالوفين هو نالبوفين (Nalbuphine)، وهو دواء ينتمي إلى مجموعة المسكنات المخدّرة (المواد الأفيونية)، ويُستخدم لتخفيف الآلام المتوسطة إلى الشديدة، وهو يعمل عن طريق التأثير على الجهاز العصبي المركزي، إذ إنه يمنع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ، مما يساعد على تسكين الألم. يُوصف النالبوفين في الحالات التي لا تستجيب فيها الآلام لأنواع العلاجات الأخرى، أو عندما يكون المريض غير قادر على تحمل مسكنات الألم المعتادة، ويُمكن استخدامه أيضًا في الحالات التالية:
  • قبل أو بعد العمليات الجراحية.
  • مع التخدير العام.
  • لتخفيف الألم أثناء الولادة.
  • للتسبب في النعاس قبل بعض الإجراءات الطبية.
ما هو النالوفين؟

ما هو النالوفين؟

أضرار النالوفين

يمكن أن يُسبب استخدام دواء النالوفين مجموعة من الأعراض الجانبية، بعضها مؤقت، وبعضها قد يكون خطيرًا ويستدعي الانتباه.

 الأضرار الشائعة

  • دوخة أو شعور بالخفة في الرأس.
  • نعاس أو رغبة شديدة في النوم.
  • شعور بالدوران أو تحرك الأشياء من حولك.
  • غثيان وتقيؤ.
  • استرخاء مفرط وشعور بالهدوء.
  • جلد متعرق ورطب.
  • إمساك.
  • جفاف الفم.
  • صداع.

 أضرار تستدعي التدخل الطبي

قد تدل على مشاكل أكثر خطورة، ويجب إبلاغ الطبيب فورًا عند ظهورها:
  • تثبيط الجهاز العصبي المركزي:
تنفس بطيء أو سطحي، وضيق في التنفس، وشعور بالإغماء، ودوخة شديدة، وارتباك، وصعوبة في البقاء مستيقظًا.
  • انخفاض ضغط الدم:
دوخة عند الوقوف، وشعور بالإغماء، وعدم وضوح الرؤية.
  • انخفاض وظائف الغدة الكظرية:
فقدان الشهية، وتعب وضعف غير معتاد، وغثيان، وقيء، ودوخة مستمرة. من المهم مراقبة أي أعراض غير معتادة أثناء استخدام النالوفين، وإبلاغ الطبيب بأي تغيرات مفاجئة في الحالة الجسدية أو النفسية، خاصةً عند الاستخدام لفترة طويلة أو بجرعات عالية.

هل النالوفين يسبب الإدمان؟

ينتمي النالبوفين إلى الأدوية الأفيونية، ورغم فعاليته، إلا أن استخدامه لفترات طويلة قد يؤدي إلى اعتماد جسدي أو نفسي، خاصة إذا لم يُؤخذ تحت إشراف طبي دقيق. في حالات الاعتماد الجسدي، يتكيف الجسم مع وجود الدواء، وتظهر أعراض انسحابية مزعجة عند التوقف المفاجئ أو تقليل الجرعة، مما قد يدفع البعض إلى الاستمرار في استخدامه لتجنب هذه الأعراض. تُسبب المواد الأفيونية الإدمان لأنها لا تقتصر فقط على تخفيف الألم، بل تُحفّز أيضًا مراكز النشوة في الدماغ، مما يُولد الشعور بالسعادة الغامرة، ومع تكرار الاستخدام، يطوّر الجسم تحمّلاً سريعًا لهذه التأثيرات، مما يدفع البعض إلى زيادة الجرعة للحصول على نفس الشعور، وهو ما يُعزز احتمالية الاعتماد النفسي والجسدي. ومع ذلك، فإن خطر الإدمان يكون منخفضًا عند استخدام النالبوفين بجرعات مدروسة وتحت إشراف الطبيب، خصوصًا لعلاج الألم الحاد أو المزمن، ولا يُصاب جميع من يتناولون الأدوية الأفيونية بالإدمان، ولكن سوء الاستخدام أو تجاوز الجرعات المقررة يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب تعاطي المواد الأفيونية، لذلك، من الضروري الالتزام الصارم بتعليمات الطبيب وتجنب التوقف المفاجئ عن الدواء دون استشارته.

أعراض إدمان النالوفين

يشمل إدمان النالبوفين تغيرات سلوكية ونفسية وجسدية، تنتج عن سوء استخدام الدواء بطرق غير علاجية، بهدف الوصول إلى تأثيراته النفسية أو الجسدية، من أبرز الأعراض والعلامات التي قد تُلاحظ ما يلي:

1. السلوكيات المرتبطة بالإدمان

  • رغبة قوية ومستمرة في تعاطي الدواء، مع فقدان السيطرة على استخدامه حتى مع معرفة أضراره.
  • إعطاء أولوية لتعاطي النالبوفين على حساب الالتزامات الشخصية أو المهنية.
  • البحث عن المخدرات بأساليب ملتوية مثل:
    • زيارات متكررة للطوارئ أو العيادات قرب نهاية ساعات العمل.
    • رفض الفحوصات أو الإحالة الطبية.
    • تكرار الادعاء بفقدان الوصفات.
    • التلاعب في الوصفات الطبية.
    • زيارة عدة أطباء “التسوق بين الأطباء” للحصول على جرعات إضافية.

2. المضاعفات الصحية

زيادة خطر الجرعة الزائدة، والتي تشمل الأعراض التالية:
  • تثبيط الجهاز العصبي المركزي والتنفس.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • النوبات.
  • الوفاة، خاصة عند تعاطيه مع الكحول أو مثبطات الجهاز العصبي الأخرى.

3. الاعتماد الجسدي والانسحاب

  • قد يتطور الاعتماد الجسدي خلال أيام إلى أسابيع من الاستخدام المتواصل، حتى لو لم تظهر علامات إدمان واضحة.
  • إيقاف الدواء فجأة في حال الاعتماد الجسدي قد يؤدي إلى متلازمة انسحاب تشمل الأعراض التالية:
    • أرق، وقلق، وتهيج.
    • سيلان الأنف والعين.
    • تعرق، وقشعريرة، وآلام عضلية ومفصلية.
    • تقلصات بطنية، وغثيان، وقيء، وإسهال.
    • ارتفاع ضغط الدم أو تسارع في التنفس أو ضربات القلب.

كيفية علاج إدمان النالوفين

تشمل طرق علاج النالبوفين ما يلي:

 1. إزالة السموم (Detox)

  • يبدأ العلاج بتخفيض الجرعة تدريجيًا تحت إشراف طبي لمنع مخاطر أعراض الانسحاب الشديدة.
  • غالبًا تظهر الأعراض خلال 24 ساعة بعد آخر جرعة، وتصل الذروة في اليوم الرابع، ولكن تحت المراقبة والدعم الطبي يمكن السيطرة عليها وتخفيفها.

 2. إدارة الأعراض بالأدوية 

  • قد يستخدم الطبيب أدوية مهدئة وعلاجات داعمة لتخفيف أعراض الانسحاب مثل: التوتر والقشعريرة والغثيان وألم العضلات.
  • قد تُستخدم أيضًا مثبطات القلق أو مضادات الاكتئاب إذا اقتضى الأمر.

 3. العلاج النفسي والدعم السلوكي

الجلسات الفردية والجماعية تُعتبر جوهر العلاج لفهم أسباب الإدمان وتطوير استراتيجيات لمنع الانتكاس، ويمكن أن تشمل طرق العلاج النفسي للإدمان ما يلي:
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
يهدف إلى تعديل الأفكار والسلوكيات التي تؤدي إلى الإدمان، كما يُستخدم بشكل واسع في منع الانتكاس.
  • العلاج بتحفيز الدافع (MI أو العلاج بالمقابلة التحفيزية):
يتركّز حول تعزيز الدافع الداخلي للتعافي، ويرجّح استخدامه مع علاجات أخرى.

 4. الأدوية المضادة 

  • في حالات الإدمان على أفيونات أخرى، قد تستخدم بعض الأدوية مثل: الميثادون، والبوبرينورفين، والنالتريكسون بعد الانسحاب التام لمنع الانتكاس.
  • ولكن يجب توافر فترة نقاهة 7- 10 أيام قبل البدء لتجنب حدوث انسحاب مفاجئ.

 5. المتابعة والدعم طويل الأمد

بعد انتهاء فترة الانسحاب، يوصى بمتابعة مستمرة لتعزيز التعافي، بما في ذلك:
  • جلسات منتظمة مع طبيب نفسي أو مستشار.
  • المشاركة في مجموعات دعم.
  • برامج إعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي.

الوقاية من إدمان النالوفين

الوقاية من إدمان النالوفين

الوقاية من إدمان النالوفين

للحد من خطر إدمان النالبوفين أو أي أدوية تنتمي إلى المواد الأفيونية، من المهم اتباع بعض الإرشادات الوقائية، إليك أهم النصائح التي تساعد في الوقاية:

1. الالتزام بالاستخدام الآمن

  • يُفضل استخدام النالبوفين لفترة قصيرة لا تتجاوز 3 أيام، خصوصًا بعد العمليات الجراحية أو الإصابات الحادة.
  • التزم بأقل جرعة فعالة ممكنة ولأقصر مدة زمنية.
  • استشر الطبيب دائمًا قبل تعديل الجرعة أو مدة الاستخدام.
  • اسأل الطبيب عن بدائل غير أفيونية لتسكين الألم إن أمكن.

2. تجنب السلوكيات الخاطئة

  • لا تُشارك الدواء الخاص بك مع أي شخص آخر.
  • لا تستخدم النالبوفين إلا إذا كان موصوفًا لك من قِبل الطبيب.
  • لا تكرر صرف الدواء أو تطلبه مجددًا دون مراجعة طبية دقيقة.

3. الحذر في حالات الألم المزمن

  • في حالات الألم المزمن، غالبًا لا يكون النالبوفين هو الخيار الأفضل على المدى الطويل.
  • توجد بدائل فعالة مثل أدوية أقل تسببًا للإدمان أو علاجات غير دوائية.
  • ناقش مع الطبيب خطة علاجية شاملة توازن بين تخفيف الألم والحفاظ على جودة الحياة دون الاعتماد المستمر على الأفيونيات.

4. السلامة داخل المنزل

  • احفظ النالبوفين في مكان مغلق وآمن بعيدًا عن متناول الأطفال أو أي شخص قد يسيء استخدامه.
  • تخلص من أي كميات غير مستخدمة من الدواء بطريقة آمنة وصحيحة، وفقًا لإرشادات الطبيب أو الصيدلي.

5. المشاركة المجتمعية والوعي

  • يلعب كل فرد دورًا في الوقاية من الإدمان، سواء داخل الأسرة أو في المجتمع.
  • نشر الوعي حول مخاطر الأفيونيات، مثل النالبوفين، يُساهم في تقليل حالات الإدمان ويحمي الأفراد من الوقوع في دائرة التعاطي.

علامات التعافي من النالوفين

  • الاستقرار النفسي والعاطفي:
تحسن المزاج، وانخفاض نوبات القلق أو الاكتئاب، والقدرة على التعامل مع المشاعر دون الحاجة إلى المخدر.
  • انخفاض الرغبة في التعاطي:
تراجع أو اختفاء التفكير المستمر في النالبوفين، مع تحكم أفضل في الدوافع.
  • تحسن الصحة الجسدية:
اختفاء أعراض الانسحاب مثل: الأرق، والتعرق، والغثيان، وآلام الجسم، واستعادة النشاط العام.
  • استعادة العلاقات الاجتماعية:
عودة الثقة بين الشخص وأفراد أسرته أو أصدقائه، والانخراط مجددًا في الحياة الاجتماعية.
  • الالتزام بالعلاج:
المواظبة على الجلسات النفسية أو مجموعات الدعم أو العلاج الدوائي إن وُجد.
  • تحسن الآداء اليومي:
القدرة على العمل أو الدراسة، وتحقيق روتين حياة منتظم ومنتج.

كيف تحافظ على التعافي من النالوفين؟

  • الالتزام بخطة العلاج:
سواء كانت علاجًا نفسيًا، أو سلوكيًا، أو دوائيًا، ولا تتوقف عنه دون استشارة المختص.
  • تجنّب المحفزات:
ابتعد عن الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بتجربة التعاطي.
  • المتابعة مع مختص نفسي أو طبيب إدمان:
التقييم المنتظم يساعد في التعامل مع أي انتكاسات مبكرة.
  • المشاركة في مجموعات الدعم:
المشاركة في جلسات الدعم الجماعي تعزز الشعور بالانتماء والتشجيع.
  • الاهتمام بالنوم والتغذية:
صحة الجسد تساهم مباشرة في استقرار الحالة النفسية.
  • ممارسة الرياضة أو الهوايات المفيدة:
لتفريغ التوتر وتجنب الفراغ الذي قد يدفع للتفكير في العودة.
  • طلب المساعدة عند الحاجة:
لا تنتظر حتى تتفاقم الرغبة في التعاطي، وتواصل فورًا مع المختصين أو داعميك.

المصادر:

شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

المخاطر الصحية لاستخدام الميثادون ...

في خضم معركة الطب ضد أزمة المواد الأفيونية، يبرز "الميثادون" كسلاح ذو حدين، إذ إنه يُعد آداة إنقاذ من الإدمان، ...

اقرأ المزيد
image

الشخصية المتلاعبة: هل هي ...

الشخصية المتلاعبة تُشير إلى نمط سلوكي يتسم بالسعي المستمر للسيطرة على الآخرين بطرق ملتوية، مثل الكذب، والتلاعب بالعواطف، أو خلق ...

اقرأ المزيد
image

الميسكالين: كيف يؤدي تعاطيه ...

ليست كل النباتات الطبيعية آمنة! قد تتحول بعض النباتات إلى مُخدّر يسرق العقل ويُدخل الأشخاص إلى عالم من الهلوسة لا ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *