image image

اعراض الوسواس القهري OCD وعلاجه - مركز بداية

اعراض الوسواس القهري OCD وعلاجه

image

يُعد الوسواس القهري اضطراب مزمن، يتميز ذلك الاضطراب بأفكار ودوافع متكررة ومستمرة، قد تسبب مشاعر مؤلمة مثل القلق.

الوسواس القهري (OCD)

غالبًا ما يدرك الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أن تلك الدوافع المفرطة هي نتاج عقولهم وأنها غير منطقية إطلاقًا، لكنهم لا يستطيعون السيطرة عليها.

ما هو الوسواس القهري (OCD)؟

يعرف اضطراب الوسواس القهري بذلك الاختصار (OCD)، أي (Obsessive-compulsive disorder)، وينقسم اضطراب الوسواس القهري إلى شقين؛ الأول الهواجس أو الوساوس والآخر هو الإكراه.

يعد اضطراب الوسواس القهري مزمن شائع الحدوث، يتميز بالوساوس الغير مرغوب فيها والتي تقودك إلى القيام بها مرارًا وتكرارًا لكي تشعر بالراحة.

تتداخل تلك الوساوس والسلوكيات القهرية مع أنشطتك وقد تعوقك عن آداء واجباتك اليومية أو تؤثر في علاقاتك الشخصية.

قد تحاول تجاهل تلك الأفكار، لكن في النهاية ستشعر أنك مجبر على آداء تلك السلوكيات بالإكراه لكي تخفف من توترك.

رُغم الجهود المبذولة في قمع الوساوس ومحاولة التخلص منها، فإنها ستستمر في العودة وتتحول إلى سلوك طقوسي (Ritualistic behavior)، تلك الحلقة المفرغة من الوساوس القهرية.

يتمحور ذلك اضطراب الوسواس القهري حول موضوعات معينة وشائعة، مثل الخوف المفرط من التلوث والجراثيم، ولتخفيف ذلك التوتر، يغسل الشخص يديه قهرًا حتى يتشقق جلده.

يتأثر كثير من الناس باضطراب الـ OCD، إذ تتأثر النساء أكثر من الرجال، وغالبًا ما يكون متوسط عمر الإصابة في سن 19 عامًا.

اعراض الوسواس القهري

اعراض الوسواس القهري

يعاني الأشخاص المصابون بذلك الاضطراب من أعراض الوسواس القهري المنقسمة إلى شقين أعراض الوساوس أو الهوس (Obsessions) وأعراض للأفعال القهرية (Compulsions) أو كلاهما معًا.

يمكن أن تتدخل أعراض الوسواس القهري في جميع جوانب حياة الشخص المصاب وتعيقه عن العيش بحياة هادئة وتؤثر في علاقاته الشخصية.

الوسواس (Obsessions)

تعني ذلك الهوس أو الدوافع المتكررة التي تسبب قلقًا واشمئزازًا للشخص المصاب، أمثلة على تلك الهواجس والوساوس مثل:

  • الخوف من التلوث والجراثيم من البيئة المحيطة أو خلال التعامل مع الناس.
  • الاهتمام الشديد بالترتيب والتنسيق.
  • أفكار عدوانية تجاه النفس والآخرين مثل الرغبة في القاء الشتائم أو الألفاظ البذيئة.
  • الأفكار المحرمة الغير مرغوب فيها التي تنطوي على الجنس والدين أو الإيذاء.
  • الخوف من فقدان شيء مهم أو التخلص منه.

قد تسبب تلك الأفكار والوسواس الإزعاج الشديد لبعض الأشخاص، وقد تقودك تلك الوساوس للقيام ببعض الأشياء بالإكراه أو قهرًا لكي تتخلص من ذلك التوتر.

الإكراه أو القهر (Compulsions)

تدفعك تلك الوساوس إلى تكرار فعل تلك السلوكيات التي تعتقد أنها تشعرك بالراحة استجابةً لذلك الهوس، قد يكون الإكراه رد فعل مفرط تجاه تلك الأفكار المتعلقة بالوساوس.

في حالات الوسواس الشديدة، قد يؤدي تكرار تلك الطقوس حد ملئ اليوم بتكرار فعل تلك السلوكيات مما يجعلك لا تملك روتين يومي سوي الاستجابة لتلك الوساوس.

أمثلة على السلوكيات القهرية أو الإكراه:

  • الإفراط في غسل اليدين أو الاستحمام أو تنظيف الأسنان أو تنظيف المرحاض.
  • تكرار تنظيف الأدوات المنزلية.
  • تنسيق وترتيب الأشياء بأسلوب معين.
  • تكرار فحص الأقفال أو المفاتيح والأجهزة لمعرفة إذا كان الباب مغلقًا أم لا.
  • تكرار العد وصولًا لعدد معين “العد القهري”.

لا تُعد كل الطقوس التي يقوم بها إكراهًا، كل شخص قد يتأكد من قفل الباب مرتين،لكن يتميز الشخص المصاب بالوسواس القهري بالآتي:

  1. يعرف أن تلك السلوكيات غير عقلانية، لكنه لا يمكنه التحكم في أفكاره وكبح سلوكياته.
  2. يقضي ما لا يقل عن ساعة يوميًا في دراسة أو فعل تلك السلوكيات القهرية.
  3. لا يشعر بالمتعة عند آداء تلك الطقوس، لكنه يشعر بالراحة لفترة قصيرة من ذلك القلق التي كانت تسببه تلك الوساوس.

قد يعاني بعض الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من تشنجات لا إرادية مفاجئة ومتكررة، وحركات لا ارادية مثل وميض العين وهز الكتفين والرأس.

وتشمل التشنجات اللاإرادية أيضًا بعض الأصوات مثل صوت استنشاق أو الشخير، قد تختفي الأعراض بمرور الوقت، أو تزداد سوءًا إن لم تُعالج.

أسباب اضطراب الوسواس القهري

لا يعرف الخبراء أسباب اضطراب الوسواس القهري، لكن هناك عدة عوامل قد يكون لها دور في سبب الإصابة بالمرض مثل:

  • عوامل بيولوجية: تتغير بعض المواد الكيميائية في الدماغ قد يؤدي إلى الإصابة بالوسواس.
  • عوامل وراثية: يعتقد العلماء أن الوسواس قد يكون وراثيًا، لكن لم يتحدد بعد الجين المسؤول عن الإصابة.
  • التعلم: يمكننا أن نتعلم أي شيء مثل تعلم الخوف خلال مراقبة أفراد الأسرة أو الأصدقاء قد ينتقل خوفهم تدريجيًا لنا.

عوامل الخطر لاضطراب الوسواس القهري

تتضمن العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بذلك الاضطراب أو تحفزه ما يلي:

  • وجود تاريخ مرضي للعائلة: وجود والدين أو أفراد مصابين بالوسواس القهري في العائلة، يزيد خطر الإصابة به في المستقبل.
  • الصدمات: قد يؤدي التعرض للضغط الشديد في العمل أو المدرسة أو في العلاقات الشخصية إلى زيادة فرصة الإصابة بالوسواس القهري.
  • الشخصية: بعض السمات الشخصية التي تجد صعوبة في التعامل مع الشك أو لديها شعور دائمًا بالمسؤولية وتسعى دائمًا للكمال، قد تشارك في الإصابة بالوسواس.
  • طفولة تعيسة: عندما يتعرض الأطفال لسوء المعاملة أو تجارب صادمة خلال الطفولة مثل التنمر أو الإهمال، يكون لديهم فرصة أكبر للإصابة.
  • أعراض النفسية العصبية الحادة في الأطفال (CANS): تزداد فرصة الوسواس بعد الإصابة بداء المكورات العقدية “متلازمة PANDAS” “اضطراب المناعة الذاتية العصبية في الأطفال”.
  • إصابات الدماغ: طبقًا لدراسة أجريت 2021، قد يظهر الوسواس لأول مرة عند المريض بعد إصابة في الرأس.

قد لا يكون من الضروري وجود تاريخ عائلي من المرض بجانب عوامل الخطر تلك إلى الإصابة بالوسواس القهري، قد يصاب به من ليس لديهم تلك العوامل.

غالبًا ما يحدث ذلك الاضطراب مع تلك الأمراض النفسية والعقلية مثل:

  1. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  2. متلازمة توريت (Tourette syndrome).
  3. الاكتئاب الحاد (Major depressive disorder).
  4. اضطراب القلق الاجتماعي (Social anxiety disorder).
  5. اضطرابات الأكل (Eating Disorder).

طبقًا إلى دراسة أثبتت أن حوالي 90% من المصابين بذلك الاضطراب، يعانون من أمراض نفسية أخرى، خاصةً اضطراب القلق.

ومع ذلك، فإن وجود واحدة من تلك الحالات لا يعني تلقائيًا الإصابة بالوسواس القهري، لكن يكونون الأكثر عرضةً للإصابة.

تشخيص مرض الوسواس القهري

يُعد تشخيص مرض الوسواس القهري أهم خطوات علاج الأمراض النفسية هو الحصول على التشخيص المناسب للحالة وفقًا للأعراض والاختبارات التي يقوم بها الطبيب النفسي.

وقبل البدء في العلاج يقوم الطبيب بتشخيص مرض الوسواس القهري من خلال الآتي:

  • أخذ التاريخ المرضي للمريض والتاريخ العائلي من المرض النفسي.
  • الفحص الجسدي؛ هل يوجد أعراض جسدية يعاني منها المريض أم لا.
  • التقييم النفسي للمريض وذلك من خلال مناقشة الأفكار والمشاعر التي يمر بها والأعراض التي يعاني منها وإلى أي حد تعيق تلك الأفكار والهواجس حياتك.
  • استخدام معايير تشخيص مرض الوسواس القهري الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

قد يصعب تشخيص مرض الوسواس القهري بسبب تشابه الأعراض مع أعراض اضطرابات أخرى مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب أو مرض الفصام.

وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية الآخرى، بل يمكن أيضًا أن يعاني الشخص من أكثر من اضطراب نفسي في نفس الوقت.

لذلك إذا كنت تشك بأنك مصاب بأي اضطراب نفسي قد يعيقك في حياتك لا تتردد في الحصول لعى التشخيص والعلاج المناسب.

العلاج النفسي للوسواس القهري

يُعد العلاج النفسي للوسواس القهري ليس بالأمر السهل، قد تكون رحلة العلاج رحلة طويلة تستمر مدى الحياة وقد تكون رحلة سهلة تتغلب فيها بسهولة على الأفكار والهواجس التي تعزو عقلك.

يمكن علاج مرض الوسواس القهري بأسلوبين مختلفين وهما العلاج النفسي للوسواس القهري والعلاج بالأدوية النفسية أو خلال المزج بين الأسلوبين للحصول على العلاج الأفضل والأنسب للحالة.

ثبت أن العلاج النفسي للوسواس القهري بالعلاج المعرفي السلوكي هو أكثر أنواع العلاج فاعلية لعلاج لذلك الاضطراب في الأطفال والبالغين.

يركز العلاج النفسي للوسواس القهري على التحدث عن المشاعر والأفكار التي تهاجم المريض والبدء في محاولة التعامل معها بل وأيضًا مواجهة أنها غير صحيحة بالمرة.

قد يستخدم الطبيب النفسي أساليب مختلفة لحل تلك المشكلة مثل محاولة التعرض لمسببات الخوف والقلق المرضي أو محاولة تجنب ممارسة تلك الطقوس القهرية تدريجيًا حتى التعافي.

سنتعرف عن ما هو العلاج المعرفي السلوكي المتبعة في علاج اضطراب الوسواس القهري.

العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy)

يحاول الطبيب في تصميم موقف لإثارة قلقك أو إثارة مصدر الهوس الخاص بالمريض، ثم المحاولة في تقليل الأفكار المتعلقة بالوسواس ومحاولة إيقافها.

يتعلم المريض أن تلك الوساوس مجرد أفكار وليست حقيقة، فيتعلمون أنه يمكنهم التعامل مع هوسهم دون الاعتماد على تلك الطقوس القهرية بمرور الوقت.

ما هو علاج الوسواس القهري؟

الأدوية النفسية

تساعد الأدوية النفسية على علاج الوسواس، يصف الأطباء مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية للسيطرة على الوساوس والأفعال القهرية.

قد يستغرق الأمر من شهرين إلى 4 شهور لكي يحصل المريض على النتيجة المرجوة، أشهر الأدوية الموصوفة؛ إسكيتالوبرام (سيبرالكس)، ستيالبرام (سيليكسا)، وسيرترالين (زولوفت).

ختامًا، قد يكون التعايش مع الوسواس القهري شيء صعبًا، قد تجد أنه الأفضل الحصول على المساعدة الطبية أو التواصل مع مجموعات الدعم.

كتب المقال: د.هاجر أحمد

المصادر

Nimh.nih.gov

Healthline.com

Mayoclinic.org

Psychiatry.org

webMd.com

شارك معنا :

موضوعات قد تهمك

image

دكتور تعديل سلوك للكبار

دكتور تعديل سلوك للكبار هل يحتاج البالغون إلى دكتور تعديل سلوك للكبار؟، قد يشعر البالغون أنهم في مستوى نضج كافي ...

اقرأ المزيد
image

هل المريض النفسي مسؤول ...

هل المريض النفسي مسؤول عن تصرفاته أول ما يخطر في بالنا حيال مشكلة المرض النفسي، هل المريض النفسي مسؤول عن ...

اقرأ المزيد
image

أسعار جلسات تعديل السلوك

أسعار جلسات تعديل السلوك، يشتكي بعض الآباء من سلوكيات أطفالهم، ربما يغضب طفله كثيرًا لدرجة تجعله يصعب السيطرة عليه أو ...

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *