شرح و معرفة ما هو اضطراب الشخصية الحدية - مركز بداية
اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية
borderline personality disorder
يسمى اضطراب الشخصية الحدية أيضًا باضطراب الشخصية البينية وهذا النوع من أنواع الاضطرابات يتم خلطه كثيرًا باضطرابات المزاج مثل اضطراب ثنائي القطب وذلك لوجود تشابه كبير في الأعراض، يعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات الشائعة جدًا حيث يصيب حوالي 1.6 تقريبًا من الناس ويصيب حوالي 75% من النساء حسب الدراسات الأخيرة وهناك دراسات تقول أن نسبة الإصابة بهذا الاضطراب متساوية بين الرجال والنساء, والسمات المميزة لهذا الاضطراب خوف من الهجر عدم استقرار العلاقات، اضطراب الهوية…. وغيرها من السمات والتي سوف نوضحها فيما بعد.
اضطراب الشخصية الحدية
قبل التحدث عن هذا الاضطراب علينا معرفة أولاً ماذا تعني الشخصية؟ وهل هذا الاضطراب يدخل في قائمة الأمراض النفسية والعقلية أم ماذا؟
تعريف الشخصية
كل شخص لديه مجموعة من الصفات الجسمية التي لا تشبه الصفات الجسمية لشخص آخر مثل حجم الأنف والفم وهكذا نفس الشيء كل شخص لديه مجموعة من الصفات أو بما يسمى السمات التي تميز كل شخص عن الآخر تكونت هذه الصفات على مدار حياته حتى أصبح الشخص الذي هو عليه الآن، ليس بسهولة تغيير هذه السمات والمقصود بالسمة هنا صفة دائمة في الشخص مثل سمة الانطوائية وسمة الخجل والتردد وهكذا وكل سمة من هذه السمات يقابلها سمة أخرى تجتمعان مع بعضهما البعض لتكوين الشخصية فمثلاً سمة الانطوائية يقابلها سمة الاجتماعية حيث يلزم وجود نسبة كافية من كل سمة حتى لا تنحرف الشخصية عن المعتاد فلا تكون سمة الانطوائية أعلى بكثير من الاجتماعية والعكس، قيس على ذلك باقي السمات.
هل يدخل هذا الاضطراب في قائمة الأمراض النفسية والعقلية؟
قد يظن البعض أن الأمراض النفسية والعقلية شيء واحد ولكن في الحقيقة هذه الأمراض مختلفة عن بعضها تمامًا، فالأمراض النفسية شيء والعقلية شيء آخر كما أن اضطرابات الشخصية شيء مختلف تمامًا عن الأمراض النفسية والعقلية فالشخص المصاب بأحد اضطرابات شخصية تتسم شخصيته بوجود مجموعة من الصفات الشاذة في شخصيته يجد صعوبة في التكيف بالحياة الاجتماعية فيعاني من عدم التكيف ويعاني أيضًا الأشخاص من حوله، فالشخصية هي التي تحدد أسلوب الإنسان في الحياة وشكل علاقاته مع الآخرين وذلك عن طريق أفكاره واتجاهاته واهتماماته ومشاعره، فالشخصية المضطربة ليست مريضة نفسيًا ولا عقليًا.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
يعتبر اضطراب الشخصية الحدية مثل غيره من الاضطرابات التي لا يعرف سببها حتى الآن لكن هناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بهذا الاضطراب منها:
الأسباب الوراثية نجد اضطراب الشخصية الحدية شائع جدًا في الأقارب من الدرجة الأولى ولدى الأشخاص الذين عانوا أقاربهم من الدرجة الأولى بهذا الاضطراب أو باضطراب المزاج.
الطفولة القاسية حيث أن نسبة الإصابة لدى الأشخاص الذين عانوا من صدمات في الطفولة سواء كانت هذه الصدمات موت أحد المقربين أو التعرض لبعض الاعتداءات الجسدية هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيرهم.
هناك من يقول أن من أسباب الإصابة بهذا الاضطراب هو تغيرات هيكلية على بنية الجهاز العصبي المركزي أو وجود اضطراب في النواقل العصبية.
الأعراض
الخوف من الترك لعل أحد السمات المميزة لأصحاب هذا الاضطراب هو الخوف من إنهاء العلاقات سواء كانت هذه العلاقات عاطفية أو علاقات صداقة وما إلى ذلك وهذا يجعلها تتصرف بغرابة خوفًا من الفشل في هذه العلاقات فيجعل الطرف الآخر يتعجب من هذه التصرفات فيتركها وتفشل علاقات هذا المريض بسبب ذلك، قد يفسر المريض أي تصرفات من الأشخاص الآخرين على أنها رفض فيفسر تأخر الطبيب على أنه قلة اهتمام فيلجأ المريض إلى سلوكيات تبعث في نفسه الطمأنينة كأن يرسل العديد من الرسائل التي تزعج الطرف الآخر ومثل هذه السلوكيات تسبب تدمير العلاقات التي يخشاها المريض في المقام الأول.
عدم استقرار العلاقات مع الآخرين مثل الخوف من الترك فإن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم خوف من الوحدة فيؤدي بهم الأمر إلى تكوين علاقات بسرعة وبدون التفكر في عواقب الأمر لمجرد فقط خوفهم الكبير من الوحدة وهذا يؤدي إلى عدم استقرار الكثير من العلاقات في حياة المضطرب.
اضطراب الهوية يجد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب صعوبة في تحديد هويته وماهية قيمه فهو في كثير من الأحيان تمر به تغيرات مفاجئة نسبيًا وغير متوقعة سواء على مستوى أهداف حياته أو اهتماماته أو قيمه، وهذه التغيرات قد تؤدي إلى تذبذب حياته المهنية وتدمير علاقاته مع الآخرين وتجعل الأشخاص في حياة المضطرب غير قادرين على توقع تصرفاته.
الاندفاع يعتبر الاندفاع من أكثر الأعراض التي تسبب مشاكل حياتيه لدى المريض والمقصود بالاندفاع التصرف بسرعة دون إدراك أي عواقب للسلوك ومثل هذه التصرفات تكون خطرة للغاية مثل إيذاء النفس والقيادة المتهورة وتعاطي المخدرات وغيرها من المخاطر التي لها آثار سلبية على حياة المضطرب على المدى البعيد.
الانتحار وإيذاء النفس بالرغم من أن الانتحار يختلف عن إيذاء النفس إلا أن هناك دراسة تقول( كوبر 2005) أن الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم يزداد خطر إقدامهم على على الانتحار بحوالي 30 ضعفًا، حيث ترتفع معدلات الإقدام على الانتحار بشكل أكبر في خلال أول 6 شهور من بداية إيذاء النفس لكن ليس كل من مصاب بهذا الاضطراب يفعل سلوكيات إيذاء النفس، يلجأ معظم مرضى اضطراب الشخصية الحدية إلى سلوك إيذاء النفس لضبط مشاعرهم وتهدئة أنفسهم.
التقلبات المزاجية يجد الشخص المصاب بهذا الاضطراب صعوبة في ضبط انفعالاتهم فهم يعانون من تقلت شديد في المزاج ولعل هذه أحد السمات المميزة لهم فهم يحتاجون لوقت أطول لكي يعودوا إلى حالتهم الانفعالية الأولى، هناك سمة أخرى وهي عندما يشعرون بعاطفة قوية تبدوا لهم كأنهم يشعرون بها طوال الوقت، على سبيل المثال عندما يشعرون بالتعاسة فإنهم قد يشعرون أنهم كانوا تعساء دومًا وأنهم غير قادرين على أن يتذكروا وقتًا شعروا فيه بمشاعر مختلفة.
مشاعر الفراغ مثل هذه المشاعر تجعله يشعر بالوحدة فيؤدي به إلى الاقتراب من الآخرين ليتخفف من مشاعر الفراغ تلك وهذا شيء منطقي لكنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة تصل إلى إزعاج الأشخاص الآخرين.
غضب مبالغ فيه قد يكون غضبه المستمر والمبالغ فيه هو أحد أسباب ابتعاد الآخرين عنه، فهو بالنسبة للآخرين شخصًا مبالغ فيه يغضب على أتفه الأسباب وبدون داعي.
أفكار اضطهادية وانفصال يصاب الشخص المضطرب بهذه الأفكار غالبًا عند التعرض لضغوطات شديدة قد يتخيل أن الآخرون يقصدون جرحه أو جعل حياته بائسة، فهو قد يشعر بأنه غير حقيقي وأن العالم كله غير حقيقي فهذه الأعراض كثيرًا ما تظهر عند تعرضه للإيذاء أو عند حدوث أزمة في حياته.
التشخيص
لا يشخص هذا الاضطراب على أساس الأعراض التي تم ذكرها سابقًا قبل 18 عامًا.
العلاج
العلاج الدوائي بالطبع لا يوجد علاج لاضطراب الشخصية الحدية بالتحديد لكن العلاج هنا يساعد على التخفيف من الأعراض، فيمكن للطبيب النفسي استخدام علاجات الأمراض الذهانية ولكن على حسب الحالة.
العلاج النفسي عن طريق الجلسات العلاجية التي تتم في إطار فردي أو جماعي يحدد فيها المعالج عدد الجلسات اسبوعيًا أو شهريًا وذلك على حسب حالة المريض مستخدمًا فيها العديد من التقنيات مثل العلاج الجدلي السلوكي والعلاج المعرفي…
في النهاية الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية ليس غريب الأطوار كما يزعم الكثير فهو يحتاج فقط للرعاية والاهتمام من قبل الآخرين فهو شخص يساء فهمه دائمًا، الشخص المصاب لهذا الاضطراب قابلاً للتأهيل فسيصبح شخص أفضل إذا تلقى العلاج المناسب لحالته ليس إلا.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *